يبدو أنّ معظم مشاريعنا المنفذة (حديثاً) بحاجةٍ ماسة إلى توقيع عقود (صيانتها) في يوم (افتتاحها)؛ فلا يكاد يفرح المواطن بانتهاء العمل في مشروعٍ ما، حتى تتبدد فرحته ساعة تشغيله، ليكتشف أنّ المشروع الحلم قد نُفذ بأسوأ المواصفات، رغم ضخامة العقود والميزانيات، وعليه (كمواطنٍ صالح) أن يشكر النعمة و(يبلع العافية) لعدم (تعثر) المشروع أو إلغائه، وليتحلّى بالصبر ريثما تتم ترسية عقود صيانة المشروع (الجديد/ المتهالك)، وليبتهل لله بالدعاء ألا يصل إلى مرحلة (صيانة/ الصيانة)، وذلك كله بهدف تحقيق راحته ورفاهيته..! مشروع (شبكة مياه محافظة العقيق) بالباحة، من أهم المشاريع الحيوية في المحافظة، فقد استبشر به الأهالي؛ كونه تضمن تجديد الشبكة القديمة التي مضى على إنشائها قرابة الثلاثين عاماً، بالإضافة إلى توسيع نطاق خدمة الشبكة الجديدة لتشمل معظم أرجاء المحافظة ومراكزها، لكن وكما يُقال (يا فرحة ما تمت)، فما إنْ بدأت مرحلة التشغيل حتى انكشفت بعض سوءات المشروع؛ (كانفجار ماسورةٍ) هنا وأخرى هناك، فقد لا يمر أسبوع واحد إلا ويمتلئ أحد شوارع المحافظة بالمياه، وربما تتكرر تلك المشكلة من الموقع نفسه عدة مرات، ولا يُستغرب حدوث ذلك حيث لوحظ أثناء تنفيذ المشروع وجود عمالةٍ رديئة المستوى قد لا تتجاوز خبرتها عملية (احفر.. وادفن) مع انعدام الإشراف والرقابة النوعية؛ مما تسبب في إعادة الحفر والدفن لأكثر من مرة وفي أكثر من موقع قبل التشغيل..! كما لا تزال تتكرر مشكلة انقطاع الشبكة لعدة أسابيع، أو ضعف ضخها، بالإضافة إلى شكوى بعض المواطنين من عدم وصول الشبكة إلى أماكن عدة في المحافظة، وكذلك المماطلة في تركيب عدادات المياه بحجة نفاد الكمية، ووجود بعض الملاحظات حول جودة المياه وصلاحيتها..! ختاماً، لعل المدير العام للمياه بالباحة؛ يقوم بواجبه تجاه مشروع شبكة العقيق، لتشخيص الواقع، ومعالجة الأخطاء والسلبيات، والرد على الشكاوى والاستفسارات..!