كشفت رئيسة لجنة شهداء الواجب النسائية بمنطقة القصيم الأميرة نورة بنت محمد آل سعود في تصريح خاص ل”الشرق” عن حيثيات النظام الجديد للجّنة والذي يساهم في رفع تقارير شهرية دقيقة عن أحوال أسر الشهداء، وكيفية سير حياتهم اليومية واحتياجاتهم الضرورية، مشيرة إلى أن اللجنة تتكون من عشرين عضوة يقمن بالمتابعة لكل أسرة، وتقديم ملف عن أحوال الأسر التي تم تكليفهن بها، يحوي احتياجاتها والخدمات التي قدمت لها بشكل دقيق. واعتبرت الأميرة نورة أن زيارة الأسر والسؤال عنها بشكل دوري من واجبات كل عضوة حسب الخطة الجديدة التي تم تفعيلها ميدانياً، مشيرة أن الخطة الحديثة تسعى إلى استحداث أعمال جديدة مختلفة تناسب قدرات أبناء الأسر وتفعيل دورهم في المجتمع، من خلال تحديد مسبق للراغبين بالدراسة، وتحديد المعاهد أو الكليات أو تطوير اللغة الإنجليزية من أجل أن يكونوا بمستوى علمي راق، وقالت “سيتم عرض الدورات التدريبية المقترحة التي تنظمها “حرفة” على أسر الشهداء وتسجيل الراغبين فيها إضافة إلى تأهيل بعض أفراد الأسر بإدخالهم أندية رياضية وأقسام غذائية للمحافظة على صحتهم”، وبيّنت أن أسر وأبناء الشهداء سبق وأن حصلوا على منح أراض ومنح دراسية، وأضافت سموها أن هناك اللجنة التنسيقية التي تم استحداثها أخيرا وهي بإشراف الأميرة ريما بنت سلطان حرم مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية والتي تُعنى بأبناء الشهداء بالمملكة من ناحية التدريب والتأهيل بالتعاون وإشراف مؤسسة الأميرة العنود الخيرية وهذه اللجنة لها أعضاء في كافة مناطق المملكة التي فيها أسر الشهداء. وأكدت أن هناك خطة استحدثتها اللجنة تهدف إلى إدخال أسر وأبناء الشهداء بمراحل علمية لها دراسات متقدمة، وأضافت أن اللجنة النسائية لرعاية أسر الشهداء بمنطقة القصيم تتابع سير عمل اللجنة والاتصال المستمر والمباشر لمعرفة كل جديد حول أسر الشهداء بمنطقة القصيم. وذكرت منسقة لجنة الشهداء لولوة محمد النغيمشي” كل عضوة داخل اللجنة مسؤولة عن الأسرة المكلفة بها وذلك أمام سمو رئيس اللجنة” وتطرقت إلى دورهن قائلة “دور العضوات يشتمل على متابعة أسرة الشهيد وتلمس احتياجاتهم من كافة النواحي التعليمية، والصحية، والاجتماعية والنفسية، ورفع تقرير لرئيسة اللجنة بأحوالهم، كما أن من مهام العضوة التنسيق المسبق مع الجهات الحيوية وذات العلاقة باحتياجات الأسرة كتحديد مواعيد المراجعات للمستشفيات وغيرها”، وأشارت النغيشمي أن العضوات يقمن بالمتابعة للحالات خارج القصيم وذلك بالاتصال المستمر بالأسر التي تقيم خارج المنطقة، ودعوتهم لحضور فعاليات تقيمها اللجنة، كما أنهم يسلمون جميع الحقوق المالية، وأيضا يتم متابعة جميع معاملاتهم الخاصة وتسهيل كافة الإجراءات، مشيرة أن بعض الأسر تم نقلها إلى القصيم بناء على طلبهم. وبينت أن المتابعة اليومية لجميع العضوات، لا تقتصر على التقارير وتلمس الاحتياجات فقط، بل يتم التعامل فورا مع أبناء الشهداء فور اكتشاف إمكانيات أو قدرات يمكن تطويرها وصقلها ليصبح عاملا فاعلا بالمجتمع، وعن الخدمات التي تقدمها اللجنة النسائية لأسر شهداء الواجب بمنطقة القصيم بينت أنها تتضمن “تلقي الخطابات المرفوعة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم ، والتي توضح احتياجات أسر الشهداء ورفعها بخطاب من اللجنة لسموه للتوجيه باتخاذ ما يلزم حيالها وذلك بعد تبويبها وتصنيفها، والقيام بواجب العزاء لأسر وأبناء الشهداء ومواساتهم من قبل صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود وعضوات اللجنة”. بالإضافة إلى إلحاق أبناء أسر الشهداء بالمدارس الأهلية ومتابعتهم دراسيا ونفسيا وصحياً، وإلحاق أبناء الشهداء الذين دون سن المدرسة بالروضات للاهتمام بهم منذ النشأة الأولى، ومتابعتهم في المدارس العامة، وتوزيع الحقائب المدرسية على أبناء أسر الشهداء المحتاجين وكذلك توزيع الثوب والمريول المدرسي والكسوة”. وتشتمل خدمات اللجنة بحسب النغيشمي على المتابعة الصحية لبعض أفراد أسر الشهداء، ومصاحبتهم في المراجعات وتنسيق المواعيد لهم في المستشفيات، وتوزيع المواد الغذائية على الأسر المحتاجة لذلك، ومتابعة أوضاعهم المادية وتسهيل صرف مستحقاتهم المالية، وتأثيث وترميم منازل أسر الشهداء التي ترى اللجنة حاجتها لذلك. وأوضحت النغيمشي أن اللجنة تحرص على توعية بعض الأسر من ناحية النظافة الشخصية والبيئة وغيرها وتوزيع الملابس والأغطية لأبناء الشهداء، ومشاركة أسر الشهداء في مناسباتهم، وتوزيع مساعدات «مادية وعينية» بمناسبة شهر رمضان المبارك، وأيضا العمل والتنسيق مع الجهات المعنية لتوظيف زوجات وشقيقات الشهداء، وتوزيع العيدية بمناسبات الأعياد على زوجات وأسر شهداء الواجب من قبل ملتقى نساء آل سعود الخيري. وبينت النغيشمي بأن اللجنة قامت بتكريم زوجات وأبناء الشهداء في العديد من الاحتفالات الرسمية التي أقيمت في مختلف محافظات القصيم، وتمت دعوة أسر الشهداء لحضور الفعاليات التي ترعاها صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت محمد آل سعود بشكل مستمر وأيضا حضور حفلات التكريم التي أقيمت لهم، كما تقيم اللجنة حفل معايدة لأبناء الشهداء وزوجاتهم وذلك في إحدى الاستراحات المملوكة لأحد المواطنين. وأكدت النغيشمي وجود تبرعات مالية وعينية تأتي للجنة باستمرار مشيرة أنه ورد إلى اللجنة تبرعات ضخمة منها مبلغ مليوني ريال مقدمة من لجنة الأهالي الرجالية بمنطقة القصيم، وقالت بأنها استثمرت بالكل لصالح أسر الشهداء بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة القصيم. وقالت النغيشمي بأن صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد العزيز – رحمها الله – قد تبرعت بمبلغ وقدره عشرة آلاف ريال لكل فرد من الأسر عند حلول عيد الفطر من كل عام، وبينت أن ريع الأسواق التي أقيمت بالمدارس منح اللجنة « 41،258 ريالا»، مشيرة أن اللجنة تلقت تبرعا بمبلغ «300،000» ريال من صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بن سلطان بن عبد العزيز، وتبرعا من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم. كما يقدم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية مبلغ عشرين ألف ريال لكل فرد من أبناء أسر الشهداء عيدية سموه الدائمة. وعرجت النغيشمي إلى رافد آخر للجنة وهي المنح العلاجية والتي تضمنت علاجا مجانيا من مستوصف«العضيب الأهلي» لعلاج أسر الشهداء في جميع التخصصات مدى الحياة، وعلاجا مجانيا من مستوصف «الإحسان لطب الأسنان» بخصم 50 % عند علاج أسر الشهداء والمصابين . وأفادت النغيشمي وجود رافد آخر للجنة وهي المنح التعليمية التي اشتملت على منحة مجانية مقدمة من الأكاديمية الدولية للعلوم الصحية بكافة فروعها بنين وبنات بمدن ومحافظات المملكة، للراغبين بالالتحاق في تخصصات(التمريض، والصيدلة، والمختبرات الطبية، والأشعة، ومساعد السجلات الطبية، وإدارة الخدمات الطبية، والسكرتارية الطبية، والأجهزة الطبية، والأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية والإنعاش، والمراقبة الصحية) وتبلغ رسوم المنحة الواحدة أكثر من «40000»ريال. كما اشتملت أيضاً على منحة مجانية من مدارس الغد بمنطقة القصيم لالتحاق أبناء وبنات الشهداء من مرحلة الروضة وحتى الثانوية العامة، ومنحة مجانية من مدارس النخبة الأهلية بعنيزة لالتحاق أبناء وبنات الشهداء في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية، ومنحة مجانية من مركز تدريب معلمات رياض الأطفال في بريدة وعنيزة لبنات الشهداء. وأكدت وجود تنسيق تام وتعاون بين ملتقى نساء آل سعود واللجنة لتقديم المساعدة المالية والعينية والمعنوية وخاصة في مجال القضايا المالية والاستشارات والنواحي القانونية حيث قام الملتقى بتكليف أحد المحامين لهذا الغرض وقد تمت إحالة العديد من القضايا لأسر الشهداء إليه. “اللجنة النسائية كونت قاعدة التواصل والتكاتف والمحبة بين أفراد الأسر” هذا ما قاله أبناء وأسر الشهداء في حديثهم ل”الشرق”، حيث قالت ابنة الشهيد فهد العيان عهود العليان ” التعامل والنموذجية والاهتمام العلمي والغذائي جعلنا نشعر بأننا نعيش في عالم آخر”. بدورها قالت نادية المانع زوجه الشهيد طلال المانع “أولادنا هم جزء من حياة ولاة الأمر، ولجنة الشهداء النسائية بالقصيم استطاعت أن تتعامل معنا بحب وعطف” وأضافت قائلة “استطعت أن أواصل تعليمي بإكمال الماجستير بدعم مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف وذلك من خلال اهتمام سموه وتوصيته الدائمة”، مضيفة “رغم إقامتي في منطقة الرياض إلا أن لجنة الشهداء بمنطقة القصيم يتواصلون معنا وكأننا نسكن بجانبهم”. أمير منطقة القصيم يقبل ابنة الشهيد فهد العليان (الشرق)