الواتسآب هو برنامج من برامج التواصل الاجتماعي لتبادل المعلومات والأخبار، التي أصبحت تطاردنا في كل مكان، بكثرة الرسائل، وتعدد المجموعات، وكلٌ يرسل ما يصل إليه على عجل، يريد أن ينفع الآخرين أو ينصحهم أو غير ذلك، ولكن هنالك بعض الملاحظات والأخطاء التي نقع فيها عن قصد أو غير قصد، التي لابد أن نتعلم منها. أولا: لا أعتقد أنه من المستساغ أو المقبول أن نرسل آيات من القرآن الكريم وفيها أخطاء. تلك زلة كبيرة، ولأنه من السهولة بمكان أن ينقل الواحد منا الآية خالية من الأخطاء الإملائية من مواقع إلكترونية معروفة وموثوقة، فالبحث والنسخ أصبحا ميسورين جداً في وقتنا الحاضر، فليس لنا في ذلك عذر. ثانيا: نقل القضايا الدينية مثل الفتاوى بدون تمحيص وتدقيق، وهي قضية أصبحت تتكرر كثيراً، وقد أرسل لي أحدهم بفتاوى عن أحد كبار العلماء رحمه الله، ومرسل الرسالة متيقن من التحريم في المسألة، ولكنني بقليل من البحث في الموقع الإلكتروني للعالم، ثم بالرجوع إلى التسجيل الصوتي له على اليوتيوب، وجدت أن العالم رحمه الله يفتي بعكس ذلك تماماً، بل قال بالجواز!. فلابد من التثبت جيداً في هذه القضايا الدينية لأن الخطأ في النقل يصل إلى المئات إن لم يكن إلى الألوف من الناس. ثالثا: في قضايا المحاورة والنقاش وجدت في كثير من الأحيان أننا نطرح وجهة نظرنا أو رأينا ثم يرد علينا الطرف الآخر، ثم نقوم برد مرة أخرى، وتصبح القضية جذباً وشداً حتى تتحول إلى جدل عقيم ، ونضيع بذلك وقتنا ووقت الآخرين في المجموعة. ولا أعتقد أن الجدل عن طريق الواتسآب سوف يظهر لنا الحق لأنه في الغالب فعل ورد فعل وليست مناظرة من أجل استقصاء الحقيقة. فلذلك نجد كثيراً من النقاش يفتقر إلى الدقة والأدلة المنطقية بل هي تحليلات شخصية انفعالية، وقد يكون فيها كثير من الانتصار للنفس. وأخيراً، لنأخذ من وقتنا القليل لتفحص الرسالة وقراءتها قبل إرسالها فإذا لم نقرأها نحن، فيكف نتوقع من الآخرين قراءتها؟ وأضف إلى ذلك أننا لسنا ملزمين بأن نرسل كل شيء، فالأمر ليس واجباً علينا، وقبل أن نرسل لنتأكد من المرسل إليه، حتى لا نعود ونعتذر عن الخطأ برسالة أخرى!.