الشيخ علي صمعان يقرأ «وثيقة الربّخة» (تصوير: عبدالله فراج) نجران – ماجد آل هتيلة شهدت منطقة نجران، صباح أمس، صُلحاً قبليّاً بين قبيلة الصقور يام، وعائلة آل عفّان، بعد أن أثمرت مساعي الصلح في تنازل ذوي المجني عليه عن حكم القصاص. وتعود قضية القتل إلى مشاجرة جماعية بين أفراد من قبيلة الصقور وأبناء عائلة آل عفان نتج عنها قتل محمد بن قذيلة الصقور الشاب يوسف بن محمد آل عفّان. وتوافد منذُ الثامنة صباحاً الحضور من قبائل يام، وهمدان، والمكارمة، يتقدمهم الشيخ مانع بن صمعان آل نصيب، والشيخ علي بن صمعان آل نصيب، وشيوخ جشم يام، وقبيلة آل منيف ل «شَعب بني يالين»، في حي الشرفة شرق نجران، على ذوي المجني عليه الذين كانوا في استقبالهم مع أقاربهم. وأقبل الحضور مِن قبائل يام بِ «المنصد القبلي» ب 500 ألف ريال، وسيارة صالون «لاندكروزر»، و5 قعدان، و20 خروفاً، وقاموا بترديد «فن الزامل»، وهو أبيات شعرية يقومون بترديدها بلحن مُعين يتضمن العفو والسماح، ويتيح لِمَن أمامهم طلب ما يريدون، وتقول أبيات الزامل: يا سلام الله على الليّ يقدّر مِن نصاه.. طالبين ارضاه والعفو عند المقدرة. والله انّها موجعتنا وحكم الله قضَاه.. بأمر ربي يا محمّد الأموُر مقّدرة. مِن غلاكُم نبري الموجعة ونحطْ جاه.. يا عسى بإرادة الله الأمور ميسّرة. بعدها، تحدث الشيخ مانع بن صمعان قائلاً إن ما حدث لم يرضِ العاقل، والله يصلح الشأن ويغيّب الشيطان. نحنُ في حكومة رشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تُطبق الشريعة الإسلامية وفق منهج القرآن وسنة النبي – صلى الله عليه وسلم -، دولة العدل والإنصاف والأمن والأمان تُعطي الحق مِن الظالم للمظلوم، ومن القوي للضعيف، وما حدث مؤسف ومؤلم على الأنفس، ولكنه حُكم الله ولا رادّ لهُ، وأقبلنا مع وفود القبائل طلباً للعفو والسماح، واستكمالاً للمساعي التي بدأها الشيخ المرحوم صمعان بن نصيب طوال الأشهر الماضية حتى قُبيل مرضه. وقدّم الشيخ مانع شُكره للجهود الكبيرة التي سعى فيها أمير منطقة نجران، الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، عندما طلب من ذوي المقتول تمديد مهلة حكم القصاص إلى 3 أشهر أخرى؛ حيثُ كان مِن المقرر تنفيذ الحكم في عيد الفطر الماضي، وكان لذلك الأثر الكبير في مساعي الصلح والعفو؛ حيثُ بدأ المشايخ، وأعيان المنطقة، ولجنة إصلاح ذات البين في العمل لتحقيق العفو عن القاتل وحل القضية. ثم ألقى الشيخ علي بن صمعان ما يُسمى بِ «الربّخة»، وهو مصطلح يقصد به إعلان أسماء كُفلاء وغُرماء يقومون بقبول أحكام ذوي المقتول التي ينطقونها، وتنفيذ بنود الأحكام المُتفق عليها في الوثيقة، «ومن أسماء أصحاب الوثيقة المُتعهدين بذلك أبناء الشيخ صمعان آل نصيب (الشيخ مانع بن صمعان، والشيخ علي بن صمعان)، والشيخ محمد مشبب آل دايل، والشيخ عبدالله الكعبي، وأحمد أبو طالب، ومهدي بن باصم آل مخلص، إضافة إلى مندوبي قبيلة الصقور كافة. والد القتيل محمد آل عفان يلقي حكمه بعدها، تقدّم والد المقتول، يوسف محمد آل عفّان، وألقى حكمه القبلي في القضية والمتضمن ثلاثة بنود: * فتح طريق سبيل خاص في بلاد الصقور في حي دحضة إلى منازل آل عفّان وأوطانهم. * إجلاء عائلة آل قذيلة الصقور من أوطانهم ومساكنهم خارج نجران لإحياء ذكر الشخص المقتول. * طلب 70 مليون ريال. بعدها، قام الحضور من مشايخ ووجهاء وأعيان المنطقة بطلب ذوي المقتول تخفيف الحُكم، وبعد مشاورات طويلة قام والد القتيل محمد علي آل عفّان بالتنازل عن البند الأول والثاني، وتخفيف المبلغ إلى 25 مليون ريال، مع قبول المنصد الذي تم الإقبال به، وهو عبارة عن 500 ألف ريال، ولاندكروزر، و5 قعدان، و20 خروفاً، بعدها قام الحضور بترديد أبيات شعرية في فن الزامل: ماعندنا الاّ الليّ يسامح خاطره ورضاه.. عاد الرجا في الطيبينَ والحُكم جور، ما صدر مِن حُكمكُم شلناه.. والله على جوره يعين.