صنّفت منظّمة الصحّة العالميّة التابعة للأمم المتحدة مدينة الأحواز العاصمة في المرتبة الأولى عالميّاً في تقريرها المتعلّق بمرض السرطان وتلوّث الهواء. وفي حين عُرِفت بلاد الأحواز على مرّ التاريخ بوفرة المياه والأنهر والأهوار والأخوار وانتشار غابات النخيل فيها، مثلما عُرفت بالتنوّع النباتي وازدهار التجارة، فإنها تعاني اليوم من شحّ المياه والتصحّر وتجفيف الاحتلال الأجنبي الفارسي المتعمّد للأنهر والأهوار وتدمير البيئة في الأحواز. ورغم أن عدد سكّان مدينة الأحواز العاصمة يبلغ ثلاثة ملايين نسمة، إلا أنها تقدّمت في التلوّث على أكثر المدن ازدحاماً في العالم كنيودلهي وبكين. وعوضاً عن أن تكون طاقة النفط والغاز الوفيرة في الأحواز نعمة تعود بالرخاء على شعبها البالغ زهاء 12 مليون نسمة، فإنها تحوّلت إلى نقمة الاحتلال العسكري الأجنبي الفارسي والاضطهاد القومي والعنصريّ قلّ نظيره في العالم. وما هو نصيبها من الثروات الهائلة للمياه والنفط والغاز، عدا تدمير المحاصيل الزراعيّة والتصحّر والدخان ومخلّفات الصناعات البتروكيميائيّة وانبعاث الغازات السامّة ومخلفات تلك الصناعات التي تصب في الأنهر لتلوّث ما تبقّى من مياهها فخلّفت أمراضاً غير مسبوقة في الأحواز. وأصدر الاحتلال مؤخراً قرارات جديدة ببناء مزيد من السدود على روافد نهر كارون في الأحواز لنقل بقايا مياهه إلى المناطق الفارسيّة، فدعا نشطاء المجتمع المدني الأحوازي إلى تشكيل حزام بشريّ على ضفاف النهر، معبّرين عن رفضهم القاطع لتلك القرارات الجائرة.