تندلع بين الحين والآخر، بقايا المعركة الدبلوماسية الغزلية التي أشعلها سفير السودان بإنجلترا عبدالله الأزرق بقصيدته المفضوحة في وصف وزيرة خارجية موريتانيا السابقة، (الناها بنت مكناس). وقال في مطلعها: (حيّ الميامين من شنقيط والنّاها/ قُم حيّها بحبور حين تلقاها). وزاد عليه سفير سوداني آخر: (أخبر القوم أن السُقم أوهنني/ وليس يبرئني إلّا أن ألقاها). وقال سفير ثالث: (العين تسبقها والأذن تلحقها/ واللُبّ يعشقها والقلب يهواها). وتدحرج الغزل الدبلوماسي في (الناها)، حتى ثار عليها البرلمان الموريتاني وأطاح بها. وغض الطرف أنك (لا) سفيرا، فلا (ناها) بلغت ولا نياقاً، هل توافقني بأن في حياة كل منّا (ناهة) قصواء، شطرت أولاد الحي بين جريح وقتيل و(عبيط)، لم تجد حيالها غير أن: (أسائل الناس عن قلبي وأحسبه/ قد ذاب في حسنها أو عند يمناها)؟! لا تنكر يا زول.. من المؤكد أن (ناها الحي) سبقتك (مراهقتئذٍ) للمدرسة وأنت تلهث خلفها متأبطاً (شنطة الكُتب). ترضى من غنيمة الهرولة خلف هودج حبيبتك المتأرجح بإستنشاق عطر غبارها في سعادة. غالباً ما تُصاب بُضاعة جميلات الحي بالبوار، لأن عشّاق الحارة يضعون على صدر دكان طلّتها الباهرة، ديباجة: (للعرض فقط)، حسادة منهم وغتاتة، فلا يتطاول لحصنها العرسان. وأنت في حيرة من جمال (ناهتك) التي يشاركك عيونها، عشرات القلوب الواجفة والراجفة والمتردية والنطيحة و(الفضحية)، تستيقظ لزغرودة مسيلة للدموع قبل أن يتسلل الخبر الفجيعة: (ناها الحي تزوجت)! تضرب كفاً بقلب، وتقول في حسد: (كل الزمن دا وما لقيت عريس)؟! بالله؟! ولم لم تتقدم لها أيها العاشق اليائس؟!