طالب باعة وَرُواد أسواق التمور في حي أبا السعود بنجران أمانة المنطقة بإيجاد حلول ناجعة وعاجلة للعشوائية والإهمال الذي لازم أبرز الأسواق الشعبية منذُ 30 عاماً ولم يطرأ عليه الاهتمام رغم الوعود السابقة التي أعطيت لهم، حيثُ يعاني السوق مِن سوء التنظيم وضيق المساحات المقامة لهم لمزاولة تصريف منتجاتهم، فضلاً عن الازدحام المروري الكبير الذي يتسبب فيه السوق لعدم وجود أماكن خاصة لمواقف السيارات. «الشرق» رصدت العشوائية وسوء التنظيم للسوق خاصة بعد أن تم نقله قبل عدة أسابيع بشكل مؤقت إلى «الموقع المخصص لبيع الحرف اليدوية». إهمال وعشوائية يقول حسين اليامي «60 عاماً»: إن السوق يُعاني مِن إهمال وعشوائية كبيرين رغم أن حي أبا السعود يُعتبر العاصمة التاريخية لمنطقة نجران، حيثُ يحوي جميع الأسواق الشعبية التي تستقطب سكان المنطقة ومحافظاتها والزوار والسائحين الذين يردون إلى السوق لشراء المقتنيات التاريخية والشعبية التي تمثل تاريخ منطقة نجران وعراقتها، وأضاف قائلاً: استبشرنا خيراً قبل عامين عندما قامت أمانة نجران بتشييد موقع خاص لبيع التمور التي تتميز بها المنطقة لنُفاجأ نحنُ باعة ورُواد السوق بتخصيصه للحرف اليدوية، رغم عدم تفعيله طوال العامين الماضيين، وبقي مهجوراً مِن الجميع رغم جاهزيته وتصميمه العمراني الذي يُمثل تاريخ المنطقة. رداءة المكان وأكد اليامي أن أسواق التمور كانت تُعاني الأمرَّيْنِ في موقعها السابق، حيثُ تتعرض منتجات التمور لأشعة الشمس الحارقة والغبار والأتربة بسبب رداءة المكان وعدم تخطيطه، الأمر الذي يؤدي إلى تغطية التمور بأغطية بلاستيكية حفاظاً عليها مِن الأمطار التي قد تتلفها، وكذلك الزواحف والقوارض التي تسكنها ليلاً.وقال: إن الأمانة قررت نقل السوق الشعبي للتمور إلى السوق المُخصص لبيع المنتجات اليدوية والحرفية مؤقتاً بسبب هجره وعدم تفعيله منذُ أعوام، رغم أن رواد سوق التمور أشاروا لأمانة المنطقة بتهيئة هذا الموقع لسوق التمور لأهميته طوال الموسم وكثرة مرتاديه، ولكن ذلك لم يحصل. ازدحام مروري وقال علي بن سالم: إن نقل سوق التمور إلى موقع بيع المنتجات اليدوية والحرفية قبل عدة أسابيع ولفترة مؤقتة، أدَّى إلى ازدحام مروري كبير وضِيق في المكان؛ حيث انتشرت البسطات بشكل عشوائي، ويتم تصريف منتجات التمور في الشارع مباشرة وسط الازدحام وعوادم السيارات، خاصةً أن منتجات التمور تُعرض في فصل الصيف وسط ارتفاع درجة الحرارة وتحت لهيب الشمس دون إيجاد مظلات أو أماكن مخصصة لرواد السوق، وعدم وجود مستودعات مناسبة لتخزين التمور بالشكل الذي يتوافق مع الاشتراطات الصحية للبيع والتخزين وفق تهوية مناسبة، ويتوافق مع المرافق المتطورة؛ لأهمية السوق في تاريخ المنطقة واعتباره سوقاً موسمياً يرتاده سكان المنطقة وَزُوَّارها مِن مناطق المملكة لشراء أصناف التمور التي تنتجها نخيل نجران وتبلغ أكثر من 10000 طن سنوياً، ومِن أبرزها «البرّحِي، الخَلاص، البَياض». سوق متكامل مِن جهته، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة نجران أحمد آل الحارث ل «الشرق»: هناك لجنة مُشكلة مِن الإمارة والأمانة وهيئة السياحة قامت بنقل سوق التمر الشعبي في حي أبا السعود إلى موقع بيع منتجات الحرف اليدوية مؤقتاً لحين نقله إلى السوق المتكامل الذي يتم إنشاؤه حالياً في سوق حلقة الخضار ضمن خطط تطوير حي أبا السعود؛ حيثُ يستوعب السوق المتكامل سوق الخضار والفاكهة والتمور وفق مرافق متطورة وطراز عمراني تاريخي يُحاكي التراث النجراني. بيع التمور بجانب الطريق (تصوير: عبدالله فراج)