وجد المسنون والمعاقون والعاجزون حلاً لإتمام نسكهم بأنفسهم ورمي الجمرات بعد أن كان ذلك صعب المنال بسبب الأعداد الهائلة من حجاج بيت الله الحرام في منطقة محدودة المساحة، وبعد أن كان الحاج يودع أهله إذا ذهب إليها، فربما لا يعود، أصبح الأمر سهلاً بعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين على عاتقه حل هذه القضية بإنشاء منشأة الجمرات. وفي ظل تزايد الحجاج عاماً بعد عام، يطلع -حفظه الله- على ما تم إنجازه من هذه المنشأة التي أصبحت اليوم شاهداً حياً على أرض الواقع، إنها مفخرة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام. وفي إطار مشروع الجمرات الضخم، يأتي مشروع التسمية والترقيم الحديث لعدد من المواقع والأماكن في المشاعر التي تؤدي مهام الإرشاد والتوجيه للحجاج، وتوزعت اللوحات المضاءة بلغات عدة. ويعد مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى نقلة حضارية، وأقل ما يقال عنه إنه درة المشاريع التطويرية التي نفذتها الحكومة السعودية في المشاعر المقدسة، الذي روعي في إنشائه نمط جديد من الهندسة النوعية التي توفر أهدافاً أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك، إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر، وذلك بتعدد المداخل وتباعدها، ما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها، وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد، ورمي الجمار أيام التشريق. وأنهت وزارة الشؤون البلدية والقروية مشروع منشآت الجمرات باكتمال المظلات العلوية، وزودت بمراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وإعداد السلالم المتحركة، ومباني الخدمات، وتخطيط المسارات الجديدة، ونشر كاميرات المتابعة لتعزيز آليات التحكم في تدفقات حركة الحجيج، إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.