ينتظر كثير من أهالي الحجاج القادمين من جنوب المملكة أو من دولة اليمن الشقيقة، اللحظة التي يحين فيها موعد اللقاء مع ذويهم ممن كتب الله لهم الحج هذا العام. وقد جرت العادة أن يحتفي الأهالي بذويهم من الحجاج الذين أدوا نسكهم وعادوا إلى أوطانهم من خلال إقامة الاحتفالات الخاصة التي تعبر عن فرحهم بعودة الحاج. وفي الجنوب جرت العادة على أن تتم الاحتفالية من خلال دعوة الجميع من أهالي وأقارب وجيران الحاج إلى الاحتفالية التي يتم التنسيق لها منذ وقت مبكر، ويقوم الحاج خلال هذه الاحتفالية بوضع كل الهدايا التي أحضرها من المشاعر المقدسة في منتصف مكان الاحتفال ليتم تقسيمها بين الحاضرين. ويبرز ماء زمزم والحمص أو ما يسمونه أهالي الجنوب (الحمبص) كأهم وأبرز الهدايا التي يحرص حجاج الجنوب على شرائها، ويحرص ذووهم وجيرانهم على الحصول عليها من الحاج كهدية. «الشرق» خلال جولتها في أسواق مكةالمكرمة التقت بعدد من الحجاج من أهالي المناطق الجنوبية أثناء تسوقهم، حيث يقول الحاج عيسى بركوت وهو قادم من تهامة عسير: ماء زمزم والحمبص أهم ما يطلبه منا أهلنا ومن يستوصينا من الحج بعد الدعاء، فالأول ورد ذكره في السيرة النبوية، والثاني جرت العادة منذ قديم الزمان على أن يتذوقه الأهالي من الحجاج في كل موسم حج، وأصبح أمر إحضاره ضرورياً على الحاج، بل إنك وإن اجتهدت في إحضار عديد من الهدايا من الحج وأغفلت إحضار ماء زمزم والحمبص، فإن هذا أمر يُغضب كثيراً من أهلك وجيرانك، بل يصل الأمر إلى نعت الحاج الذي لا يحضرهما بالبخيل.