أكد ناشط مدني في الغوطة الشرقية ل «الشرق» أن خلافات حادة نشبت بين لواء الإسلام وباقي الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية وعلى الأخص في مدينة دوما حول الإدارة المدنية في تلك المناطق، خاصة الإدارات القضائية والمحلية، مؤكداً أن قيادة لواء شهداء دوما تولت عملية الإدارة في مدينة دوما وسط رفض تام من جانب لواء الإسلام، خاصة بعد تراجع حاضنته الشعبية إثر اتخاذه مواقف اعتبرها كثير من السكان مشبوهة مثل نقله المعارك مع النظام إلى منطقة القلمون في حين أن معظم خطوط التماس في الغوطة تشكو من نقص في العتاد والذخيرة والمقاتلين، كما أن بعض قراراته أثارت كثيراً من الاستهجان بسبب منعها بشكل مباشر أو غير مباشر إدخال مواد غذائية إلى داخل المدينة بحيث اعتبر السكان أن سياسة هذا اللواء تعتمد على ابتزاز السكان بالمواد الغذائية لإرغامهم على الولاء له. من جانبه، رفض مهند العيسى الناطق الإعلامي باسم شهداء دوما تأكيد هذه المعلومات، لكنه أشار إلى سقوط الذيابية والحسينية وقسم كبير من البويضة بأيدي قوات النظام وسط نقص حاد في العتاد والذخيرة، وتقصير من بعض الفصائل في دعم تلك المناطق، خاصة بعد أن ارتكب النظام مجزرة في قرية الذيابية راح ضحيتها نحو 150 شهيداً، لكنه نوه بأن لواء شهداء دوما اتخذ فعلاً بعض القرارات على مستوى الإدارة المدنية وأنه يعمل على تنفيذها كما شكل مكتبا سياسيا ويعمل على إصدار صحيفة مطبوعة وتفعيل موقع إلكتروني بهدف كسب الرأي العام وتوجيهه لتحقيق أهداف الثورة وتدارك الأخطاء. وحول سبب عدم دعم لواء شهداء دوما للذيابية والحسينية، قال عيسى إن اللواء يقاتل أصلاً على ثلاث جبهات في الغوطة ويعاني من نقص في العتاد والذخيرة والتمويل، وأن هذا السؤال يجب أن يوجه للكتائب التي تحصل على الحصة الأكبر من التموين. وفي جنوب العاصمة، حيث تدور اشتباكات بين قوات الأسد وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس العراقي من جهة، وبين المقاتلين المدافعين عن هذه القرى، خاصة في مناطق حجيرة والبويضة بدأ المئات من السكان المدنيين النزوح باتجاه الحجر الأسود ومخيم اليرموك، وذكر ناشطون أن الأهالي يخشون مصير القتل الذي يتنظرهم، كما حدث في ذبح المئات في قريتي الذيابية والحسينية المجاورتين على يد هذه العصابات الطائفية ووجهوا نداءات للمجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والإنسانية للمساعدة على إخلاء تلك المناطق. وحذر الناشطون أن ما يجري في المنطقة هو عمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية للسكان على يد مليشيات حزب الله وأبو فضل العباس العراقية.