نساء وأطفال ومقاتلون يحملون مسنّة يخرجون من المعضمية أمس (أ ف ب) باريس – معن عاقل تواصلت عمليات الهلال الأحمر السوري بإجلاء المدنيين من النساء والأطفال في مدينة المعضمية جنوب العاصمة لليوم الثاني بعد اتفاق بين المجلس المحلي وقوات النظام بوساطة رجل أعمال وراهبة، حيث خرج حوالي 1500 مدني من النساء والأطفال، أمس، ومن المقرر إخلاء نحو ثلاثة آلاف مدني بحلول اليوم، وأكد ناشط من المدينة ل«الشرق»، أن الهلال الأحمر السوري يرفض إجلاء الأطفال فوق سن العاشرة، بينما حذرت الكتائب المقاتلة السكان الذين اختاروا الخروج من إمكانية استخدامهم كدروع بشرية في عمليات الاقتحام، مؤكدين لهم أنهم سيقاومون قوات الأسد حتى لو وضعوا أهلهم أمام الدبابات، وجرى نقل من اختاروا الخروج إلى مراكز إيواء في ضاحية قدسيا شمال غرب العاصمة، كما جرى إجلاء نحو مائتي شخص من مدينة داريا المحاصرة، فيما حذر ناشطون من إمكانية تكرار النظام استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، ومن ضمنها الأسلحة الكيماوية بعد استكمال إخلاء السكان من المدينتين. وكانت قوات الأسد انتهجت سياسة التجويع بحق السكان المدنيين في الغوطتين الشرقية والغربية وبعض المناطق المتاخمة لمدينة دمشق، رافعة شعار «الجوع أو الركوع»، جاء ذلك بتشديد الحصار على هذه المناطق، بعد أن استُخدمت الأسلحة الكيميائية وقُتل أكثر من 1500 شخص، وأكد أحد المقيمين في مخيم اليرموك ل»الشرق» أن سكان المخيم بدأوا بأكل لحوم الكلاب والقطط والحمير قبل صدور فتوى تجيز ذلك، مشيراً إلى أن الفصائل المقاتلة اضطرت أمس إلى شن هجوم ضد قوات النظام تمكنت خلاله من فتح ثغرة في الحصار للحصول على بعض المواد الغذائية من الأحياء المتاخمة للمخيم. إلى ذلك، حمَّل أبوصلاح الجولاني قائد لواء أبي دجانة، الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، مسؤولية النجاحات التي حققها النظام في قريتي الذيابية والحسينية جنوبدمشق خلال الأيام الماضية، وارتكاب حزب الله ولواء أبوالفضل العباس مجازر بحق المئات من المدنيين في هاتين القريتين، واتهم بعض الفصائل بالانشغال في فتح ثغرات للهرب من الحصار بدل العمل على المساندة الفعلية للمناطق التي تتعرض للهجوم. وذكرت مصادر الجيش الحر أن لواء فلوجة حوران أسقط طائرة حربية من نوع «ميغ» فوق بلدة النعيمة بعد تحليقها على ارتفاع منخفض لقصف البلدة، وسقطت على أطراف محافظة السويداء. كما أفاد ناشطون بسقوط طائرة حربية ثانية أصيبت فوق مدينة درعا وسقطت قرب قرية عتمان.