من طالب يرتجي وظيفة، أو موظف يسعى لترقية، ومن باحث عن تطوير ذاته، وعاطل “طفشان” .. الكل يتدافع لحضور دورة تدريبية! المدربون “على قفا من يشيل” كما في المثل الشعبي من كثرة أعدادهم! إن لم تصل النفس إلى قناعة ذاتية بأنها غير راضية عن وضعها -قبل الدّورة وبعدها- فلن تُنجِز ولن تستفيد، حتى إن ارتقت حدّ السماء أثناء التدريب! دورة تدلّك على “ثقافة صناعة النجاح”، وأخرى لإصلاح الدراجات، مروراً بدورة إدارة المخازن، ورابعة في “كيف تكتب سيرتك الذاتية”، و”إدارة احترافية للمشروعات الناجحة”! أنا مع شيوع ثقافة التطوير والارتقاء، حضرت دورات عديدة، مرات “علاقات”، ومرات “طفشان”، ومرات بدعوى الاستفادة، ولو بالنزر اليسير! نصيحتي لك، ألغِ اشتراكك اليوم في جميع الدورات، والجأ لدورة عظمى! اقرأ .. ثم اقرأ .. ثم اقرأ! كل ما سبق متوفّر في الكتب والإنترنت! وإذا مللت فاقرأ “وداعاً أيها الملل”، وإذا حزنت لديك “لا تحزن”، أو “هكذا هزموا اليأس”! وإذا ضحكت فاقرأ شعورك وابتسامتك، اقرأ رؤيتك البهيجة للعالم بشكل آخر حال الضحك .. ثم اقرأ على ذلك النحو! إذا وقعت في مشكلة فاقرأ، إن أردت الدنيا فاقرأ .. وإن أردت الآخرة فاقرأ .. وإن أردتهما معاً فاقرأ. ستقرأ، ولو إعلاناً للدورات هذه نفسها، إذاً فأنت قارئ .. وبهذا فأنت المدرّب ولست المتدرّب. وبالمناسبة، فأنا أكتب فكرة المقال من على كرسيّ في قاعة تدريبية!