- تلوح الحرب بكلتا جناحيها، في منتصف الثمانينات، مودعاً والدته الضريرة وزوجته الحبلى بالحزن، حاملاً أهداب شبابه لثكنات تردم الحياة. – في جبهات اليأس، يترك هذا الجندي موقعه وجسده المتفحم، ليدفن خاطره تحت جثث تائهة، عن قبور تبحث. – الانتظار ذاته، مخاض لزوجته التي أنجبت صبيا بطعم اليتم! مرصوفا في ذلك الشريط الأسود المحاط بالصورة الأخيرة. – الأرملة تلك، تحت عباءة الخوف، تحمل وقارها، وتلقي بخردوات أحلامها في القبر الخالي من رائحة فقيدها. – بحليب الفقدان ترضع صغيرها ذكريات رحلت مع أبيه، لينمو بشارب وطن مفقود الوجه. – تضمحل وتظهر مجدداً، الحرب الحدباء، بندبة موروثة من جبين الحروب السابقة.. نحو مدرسته يجري الصبي، حتى يقابله والده! بذات البذلة العسكرية والخوذة المتآكلة.. تاركاً حقيبته متناثرة الشظايا قرب جسده الغاطس في بركة الدماء. – الأسود ترتديه مجدداً! هذي الأرملة الثكلى! القابعة في الحزن. – لا قبر يحتويهما، ليحمل ثقل أكياس الدمع الممتلئة في ثغورها. تركا جسديهما في خراب الوطن، هي الأخرى! تركت روحها بجسد ثمل من الحزن.