تقرير جديد لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف»، يدق ناقوس الخطر بشأن أوضاع أطفال اللجوء السوريين، في أراضي الجارة لبنان، حيث لا مخيمات رسمية لهؤلاء بل عوالم جديدة، تفتقر لأبسط أساسيات العيش الكريم، لم يجد معها هؤلاء الصغار بداً من العمل في أي شيء، مقابل توفير ما قد يسد الرمق. مدير اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ماريا كاليفيس ترى أن الأسر فقيرة ومعدمة بعد عامين ونصف العام من الحرب. ضيق في الخيارات لكسب قوت اليوم، يجعل أطفال اللجوء السوريين في هذا البلد، عرضة لانتهاك واستغلال ينافيان كل القوانين. فحسب أرقام لمنظمة اليونيسيف فإن نحو 1698 طفلاً سورياً، دخلوا كلاجئين إلى منطقة وادي البقاع اللبنانية عدا آلاف الأطفال الذين دخلوا مع عائلاتهم معظمهم، تدافعوا عبر الحدود للنجاة بحياتهم دون معيل، إما لمقتل هذا الأخير، وإما لعدم تمكنه من الفرار. بينما وصل جزء كبير منهم لبنان، فاراً من قبضة مجموعات تختطف الأطفال لتزج بهم في عمليات قتالية، على ذمة تقرير المنظمة. استناداً لأرقام أخرى كشفت عنها المنظمة، فإن من أصل 400 ألف طفل مسجل كلاجئ في لبنان، يلتحق ربعهم فقط بالمدارس، بينما يتوجه الآخرون مكرهين إلى العمل. واقع مأساوي في رحلة النزوح. فهؤلاء الأطفال ربيعهم مختطف دون هوادة. ومع مستقبل مجهول، تغيب فيه بوادر فرج قريب للأزمة المستمرة في سوريا، تتضاعف مخاوف المنظمات الدولية من تفاقم المأساة، أما مخاوفنا فهي شبه غائبة.