كشف رئيس بلدية محافظة القطيف المهندس خالد الدوسري عن بدء بلدية محافظة القطيف في أعمال استكمال تعميق قناة تاروت في الجهة الشمالية من سواحل كورنيش القطيف ضمن مشروع قيمته سبعة ملايين و858 ألفاً و875 ريالاً، وهو الأمر الذي عدّته جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية تعدياً صارخاً على البيئة البحرية. وقال المهندس الدوسري إن العقد المبرم يشمل أعمال التعميق بمقدار 250 ألف مترمكعب، وأن المنطقة التي سيتم تعميقها 170 ألف مترمربع تقريباً، وناتج ردم التعميق سيستخدم في ردم مسار الواجهة البحرية والكورنيش المحاذي لمنطقة التعميق، ويبلغ الردم ب 52 ألف مترمكعب من الرمال النظيفة، ويشمل المشروع حماية حجرية للشواطئ التي سيتم ردمها. وأوضح أن البلدية سبق أن نفذت مشروع الجزء الجنوبي ومن خلاله تم تعميق القناة في الجزئين الشمالي والجنوبي لشارع أحد ضمن المشروعات السابقة، مضيفاً أنه سيتم تعميق ما تبقى من الجزء الجنوبي إلى جسر شارع الرياض ضمن الخطط المستقبلية. وأشار إلى أن تعميق الجزء الشمالي والجزء الجنوبي لقناة تاروت جاء بهدف التخلص من الترسبات الطينية لموقع القناة، واستكمال الواجهات البحرية لكورنيش محافظة القطيف من جهتي القناة والمحافظة على الطبيعة الجغرافية لجزيرة تاروت، عبر بيئة نظيفة للمتنزهين حول الواجهات البحرية. من جانبه، انتقد نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني أعمال تعميق قناة تاروت الجارية حالياً من قبل مقاول بلدية القطيف، واصفاً إياها بالتعدي الصارخ على البيئة البحرية والقضاء عليها، مطالباً بوضع هذه المنطقة كمحمية طبيعية يحرم المساس بها، لكونها منطقة حاضنة لمبايض الأسماك ويرقاتها، ومنطقة تكاثر وحضانة للربيان وجميع الأسماك الساحلية المشهورة مثل (السبيطي، العريضي، البدح، البياح، القرقفان، الزمرور، الحيسون، الميد، الجواف)، علاوة على احتضانها لعدد كبير من الطيور المهاجرة والقاطنة. وقال الصفواني إن حفر القناة يؤدي لهجرة كثير من الأسماك والطيور من سواحل خليج تاروت، مجدداً مطالبه بدراسة المشروع بيئياً بالتعاون مع جمعية الصيادين قبل البدء في تلك الأعمال، مشيراً إلى أن أعمال الردم التي تقوم بها البلدية، التي تستخدم فيها الرمال البحرية، تستهدف ردم حوض مائي شهد حالة نفوق أسماك قبل أشهر، معدّاً ردم هذا الحوض تعدياً على المساحات المطلوبة، طالباً كشف إحداثيات الردم بشكل علني للتأكد من عدم تجاوز الأنظمة. فيما عدّ الناشط البيئي وعضو جمعية الصيادين داود سلمان آل إسعيد استخدام مخلفات البناء وخلطها برمال البحر لردم مسار الواجهة البحرية والكورنيش المحاذي لمنطقة التعميق مخالفة قانونية، مطالباً باستخدام الرمال الحرة في حال عمل دراسة بيئية للردم والموافقة عليها. الصفواني يقف أمام كومة من مخلفات البناء التي تستخدم لردم الحوض البحري (تصوير: المحرر)