أطفال أمام سور الرقة الأثري ينتظرون الحصول على مساعدات من مركز باب بغداد الخيري (لجان التنسيق المحلية) باريس – معن عاقل قال ناشط سوري مدني من مدينة الرقة ل «الشرق» إن تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية «داعش» نفذ إعدامات بحق ثلاثين شخصاً خلال الأسبوع الماضي فقط بتهم مختلفة ومعظمهم بقطع الرأس، وأكد أن التنظيم لديه أكثر من خمسة سجون في المحافظة، وأضاف الناشط الذي يلاحقه تنظيم الدولة لأسباب سياسية أن المحافظة انتقلت من زمن الخوف تحت سلطة بشار الأسد إلى زمن الرعب في ظل هذا التنظيم، وأوضح أن دولة العراق والشام تحولت إلى دولة أمنية وأن لديها عدداً كبيراً من السجون السرية بعضها مخصص للتعذيب وانتزاع المعلومات من المعتقلين وبعضها للمحكومين بالإعدام وبعضها للمخطوفين وأخرى للسياسيين، مشيراً إلى أن سجون النظام كانت أرحم بكثير لأنه كان يمكن تسريب بعض المعلومات عن مكان وجود المعتقل أو مصيره أما في حالة الدولة فلا يمكن معرفة أي شيء عنه. وحول مصير رجل الدين الإيطالي الأب باولو دالوليو المختطف لدى التنظيم منذ أشهر، قال الناشط المرتبط بالقاعدة إنه حصل على معلومات أن التنظيم أعدمه، لكنه رفض إعطاء مزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، منوهاً بأن تنظيم الدولة صار يتدخل في تفاصيل الحياة اليومية، وأنه أصدر مؤخراً قراراً يقضي بملاحقة العلمانيين والناشطين المدنيين وتطهير المراكز التعليمية والمدارس منهم لأنهم بحسب القرار أشد كفراً من اليهود والنصارى. وذكر ناشطون أمس الخميس أن تنظيم «داعش» حطم تمثال الخليفة العباسي هارون الرشيد الموجود في حديقة الرشيد وسط المدينة، بعدما قام مقاتلون بحرق تماثيل وصلبان كنيسة سيدة البشارة، وحطموا الصليب المرفوع أعلى كنيسة الشهداء للأرمن الكاثوليك، ورفعوا بدلاً منه علم «داعش». يذكر أن مدينة الرقة كانت من المدن التي تأخرت في الانضمام للثورة ضد النظام والأولى التي تحررت وشهدت مواجهات عنيفة منذ أشهر بين لواء أحفاد الرسول وتنظيم الدولة انتهت بانسحاب لواء أحفاد الرسول وسيطرة تنظيم الدولة عليها. وبحسب جمال معروف قائد ألوية شهداء سوريا فإن المحافظة لم تكن ترغب في الثورة، لكن موقعها قرب آبار النفط وصوامع الحبوب جعل تنظيم الدولة يطمع بالسيطرة عليها، منوهاً بأنه لم يشارك من أبنائها في عملية التحرير سوى 120 مقاتلاً فيما يتهم ناشطون وفصائل أخرى من الجيش الحر التنظيم بالتواطؤ مع النظام مستدلين بعدم مهاجمة التنظيم مواقع النظام، كما أن النظام لا يستهدف مواقع التنظيم التي يرفع أعلامه عليها، خاصة مقرهم الرئيس في المدينة، بينما يقصف يومياً مراكز تجمع المدنيين وكان آخرها ارتكاب مجزرة مدرسة التجارة التي سقط فيها 16 طالباً وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين.