أوصى لقاء علمي عقدته جامعة الملك عبدالعزيز في جدة أمس بضرورة استثمارالمدخرات النسائية في المملكة في المجالات المختلفة بدلاً من اكتنازها في البنوك كمدخرات مجمَّدة غير مستثمرة، بما يجعلها تحقق قيمة مضافة إلى الاقتصاد الوطني، كما أوصى بضرورة إعادة النظر في التخصصات الجامعية الموجودة حالياً وتطويرها بما يناسب احتياجات سوق العمل خاصة بما يتفق مع قدرات المرأة في مجالات العمل التي تُناسب قدراتها، وضرورة تقنين تدريب الطلاب والطالبات في القطاع الخاص، و تعليم المرأة السعودية التي تعمل في المجال الاقتصادي مهارات التسويق، و إدراج المهارات السلوكية اللازمة لسوق العمل في المناهج الدراسية وفي معاهد التدريب والتأهيل وأن تتعاون الغرف التجارية مع الجهات المعنية لتسويق منتجات الأسر المنتجة في كافة مناطق المملكة، وأن يتم تمثيل المرأة في اللجان الحكومية المختلفة خصوصاً اللجان التي تخطط للتعليم والتوظيف، وتمثل نسبة المرأة في المجتمع السعودي 49 % من إجمالي عدد السكان و52 % من نسبة خريجي الجامعات في المملكة. جاء ذلك في اللقاء الذي نظمته كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث ظهر أمس الخميس، وشارك فيه أمين عام غرفة جدة عدنان مندورة، ووكيلة عمادة شؤون الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة عبلة بخاري، وعميدة البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة عفت الدكتورة صديقة بنت جابر آل غالب، وأدار اللقاء أستاذ الاقتصاد في الكلية الدكتور سيد بن فتحي الخولي، وكشف مندورة عن أن الغرفة خصصت مشروع المصفق لاحتضان وتشجيع شباب الأعمال من الجنسين، فهو يقدم رأس المال ودراسات الجدوى للمشروعات وكذلك تقديم الحلول المثلى للمشروعات الفاشلة أو المتعثرة لتجاوز هذا التعثر، موضحاً أن هذا المشروع يدعم المشاريع الصغيرة التي تبدأ من 10 آلاف ريال وحتى مليون ريال والمشاريع الكبيرة التي تبدأ من مليون ريال وحتى 200 مليون ريال مؤكداً أن هدف هذا المشروع هو تحويل الشباب من باحثين عن أعمال إلى أرباب أعمال. وأكد مندورة أهمية قطاع التدريب لتشغيل الشباب من الجنسين مستعرضاً برامج التدريب المختلفة المتاحة أمام الخريجين حالياً، مشيراً في هذا الصد إلى أن هناك خطة لدى المؤسسة العامة للتعليم الفني لافتتاح 70 معهداً على مستوى المملكة، بينهم نصيب وافر للفتيات، وفيما يخص دعم الأسر المنتجة أوضح أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وجه أن تكون جميع الهدايا التي تقدمها الغرفة من السلع التي تصنعها الأسر المنتجة دعماً لهذا المشروع الذي توليه الغرفة اهتماماً كبيراً . واستعرضت الدكتورة عبلة بخاري واقع المرأة في التعليم وسوق العمل بالمملكة فقالت: إن أهم التحديات التي تواجه المرأة السعودية هي ارتفاع نسبة الأمية، حيث تبلغ هذه النسبة 15.3 % مقارنة ب 9.8 % للذكور، في حين أن نسبة الإناث إلى الذكور في المملكة تبلغ 49 % إلى 51 %، ويأتي ذلك في ظل زيادة مخصصات الإنفاق على التعليم في الموازنة العامة للدولة التي بلغت 100 مليون ريال في عام 2011م، وما أنفق على تعليم الفتيات يصل إلى 50% تقريباً من الإنفاق على التعليم، ومع ذلك لا تساهم المرأة السعودية في الإنتاج الجمالي إلا بنسبة 17.7%، ودعت الدكتورة عبلة إلى ضرورة إعادة النظر في نمط تعليم وعمل المرأة بما يقلل من الهدر في الموارد البشرية الناجم عن تواضع مساهمة المرأة في التنمية. من جانبها شددت الدكتورة صديقة آل غالب على أهمية مشاركة المرأة في اتخاذ القرارات التي تخص التعليم وسوق العمل، والاستفادة من المدخرات النسائية بطريقة مثلى، خاصة أن هذه المدخرات تصل إلى مليارات الريالات وهي مجمدة في البنوك.