عبدالله حسن أبوهاشم تأتي ذكرى اليوم الوطني الثالث والثمانين على توحيد و تأسيس هذا الكيان العظيم ومنطقتنا العربية، تمر بظروف وتشهد تغيُّرات وأحداثاً خطيرة، لا يمكن تجاهلها أو إغفالها، وهنا كالعادة، تظهر حكمة وحنكة وتعقل قيادتنا الحكيمة في التعامل مع هذه الأحداث ببراعة فائقة، وبصورة تتناسب وتليق بمكانة المملكة في العالمين العربي والإسلامي، وما لها من وزن وثقل سياسي واقتصادي وديني كبير ومؤثر جداً في السياسة والقرارات الدولية، وبالشكل الذي يخدم مصالحها ومصالح شعبها، ويحفظ لها مكانتها وأمنها ووحدتها واستقرارها، وهذا من حقها. كما يأتي اليوم الوطني لمملكتنا الغالية وعيون الأشرار وأعداء هذا الوطن تشتد نظراتهم الخبيثة قوة وحدة على بلادنا، ويزدادون تربصاً بها، وحقداً عليها، محاولين توجيه سهام الغدر نحو هذا الوطن، الذي أعطى وقدّم لهم ولغيرهم كثيراً، مستغلين ما تمرّ به المنطقة العربية من أحداث، محاولين النيل من أمننا ووحدتنا واستقرارنا. ولكن في المقابل هناك ما يجعلنا نشعر بالاطمئنان والراحة وأن هذا الوطن ما يزال بخير وسيبقى بخير بعون الله وقوته، رغم حقد الحاقدين وحسد الحاسدين: أولاً: إن هذه الفئة قليلة ولله الحمد، ولا تشكل شيئاً مع أبناء هذا الوطن الأوفياء. ثانياً: ثقتنا بالله سبحانه وتعالى أولاً، بأن هذه البلاد ستبقى بمشيئة الله آمنة مطمئنة، ثم بثقتنا في قيادتنا الحكيمة المخلصة لهذا الوطن وأبنائه. ثالثاً: إن هذا الشعب الوفي، لديه من الوعي والفطنة، ما يجعله يعرف ويدرك ما يدور حوله من أحداث، ويكشف بذكاء، ما يحاك ضده وضد وطنه من مؤامرات وألاعيب فلا ينخدع ولا ينطلي عليه ما يقوله المضللون والمتربصون من أعداء الوطن. رابعاً: ما نشاهده من حب واحترام متبادل بين القيادة والشعب، وهذا التلاحم والتفاف الشعب السعودي حول قيادته، هذه الصورة الجميلة والرائعة، تجعلك تشعر بالفخر والاعتزاز، صورة قلَّ أن تجد لها مثيلاً في العالم، وتغيظ أعداء الوطن. خامسا: قد ينتقد بعض من أفراد الشعب الحكومة في تقصيرها في بعض الجوانب، أو تأخيرها في معالجة بعض القضايا، وهذا أمر طبيعي فالكمال لله سبحانه وتعالى، ولا شك أن الحكومة تحرص كل الحرص على معالجة كل القضايا، وتسعى إلى تقديم كافة الخدمات للمواطنين في كل مكان في بلادنا. لكن برغم ذلك، فإن الشيء الجميل والمفرح والمبهج، الذي يمنحك مزيداً من الشعور بالراحة والطمأنينة، هو أن لدى الشعب السعودي خطوطاً حمراء، لا يسمح لنفسه ولا لغيره كائناً من كان، أن يتجاوزها أو المساس بها وهي: أولاً وحدة الوطن وأمنه واستقراره، وثانياً قادة الوطن. هل رأيتم صوراً أجمل من هذه؟ موتوا بغيظكم يا أعداء الوطن.