ترحب أوساط حماس الغزاوية بشكل لافت بإعلان خالد مشعل نيته عدم الترشح لرئاسة المكتب السياسي لحماس في الدورة المقبلة من الانتخابات التي تجرى في رمضان، وتريده أن يثبت على ما أعلن، بل وتسعى إلى نشر عدة مقالات تمتدح قرار خالد مشعل ونواياه وتصفه بالتاريخي. ولكن السؤال: هل تتحمل المرحلة المقبلة خالد مشعل على رأس (حماس)؟ وهل أمامه طريق آخر غير الرحيل؟ وهو حليف نظامين آيلين للسقوط؟ فمهما حاول الترقيع في مواقفه السياسية حسمت الثورة السورية الموقف منه عندما وصفته بلافتاتها الكثيرة بأنه ليس خالداً وليس مشعلاً. إنه أول قائد فلسطيني جاء من فوق ولم يأت من القاعدة، إذ لم يسمع به أحد قبل أن يترأس (حماس) ومعروف أن تاريخه السياسي والنضالي أقل مما يتوقع.. فهو المسؤول الفلسطيني الوحيد الذي تجرأ وطالب بهدم منظمة التحرير الفلسطينية وإنشاء منظمة بديلة بإيعاز من إيران. وفي عهد خالد مشعل تراجعت شعبية حماس بشكل لافت فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، بسبب التبعية لإيران وسورية، وفي عهده، سيطرت حماس على غزة بالقوة والدم، وحصل الانقسام الفلسطيني التاريخي الذي يعد أخطر من الاحتلال، وذلك دون أن يسعى جدياً إلى إصلاحه أو التراجع عنه، وفي عهده تهشمت حماس بعد عدوان إسرائيل على غزة، وجرى الدمار والحصار بسبب سياسته وتصرفاته العنترية، هو وفريق عمله في حماس. ورغم أن مشعل مزّق اتفاق جدة بإيعاز إيراني وسوري وخطط لانقلاب غزة وفي رقبته مئات القتلى والجرحى وخراب البيوت، فقد توج ذلك بالسعي إلى حرب غزة المدمرة؛ التي بدون جدوى، ثم إلى توزيع ما سماه الانتصار على معلميه في دمشق وطهران، وإهدائهم دماء شهداء غزة. تاريخ مشرق فعلاً. أليس من الأجدى المطالبة بمحاكمته يا حماس؟!