اعتادت قطة أحد القرّاء، كما كتب لي، قضاء حاجتها (كتفاً بكتف) مع أهل بيتها، إمعاناً في التهذيب والأدب، ولأن الإفراط في الشيء كالتفريط فيه، أخطأت القطة موطئ (فعلتها)، وسقطت في (الحُفرة إيّاها) مأسوفة على موائها. ولإنقاذ روح قطّته المعنوية و(الأنفية)، وإخلاء (ثقب أوزون الحمّام) ليستغله أهله بلا تأنيب ضمير نحو القطة المكلومة أسفل جسر الثُقب، ذهب القارئ لأحد أفرع الدفاع المدني مستغيثاً، ففكّر الشرطيّ وقدّر، ثم قال (دا مش من اختصاصنا، رُوح شرطة حماية الحياة البرية)! - وأين أجدها؟! - شرق شرطة الآثار. - وأين الآثار؟! - جنوب شرطة مكافحة إرهاب الفئران. - وأين “بتاع الفئران”؟! - غرب شرطة مكافحة مناهضي مكافحة الفئران. - وأين هذه؟! - شمال شرطة مكافحة نوايا القرّاء الذين (سوف) يظنون السوء بمجموع الإدارات الواردة أعلاه. خلي بالك.. تحرشت (كلبة) المطربة أم كلثوم بمواطن غلبان اسمه (إسماعيل)، فقيّد المتهور بلاغاً ضد الكلبة، شطبه وكيل النيابة لأن كلب الست (مش زي أي كلب). وكتب في قراره (نسبة للخدمات التي قدّمتها السِتْ للأمة، وإكراماً لكلبها تُشطب الدعوى). وكمن لقيت قطته حتفها ولم يجد لها وجيعاً، كتب الشاعر أحمد فؤاد نجم قصيدته الشهيرة (كلب الست): (أنت فين والكلب فين، انت أدُّو يا اسماعين/ طّبْ دا كلب الست يابني/ وانت تطلع إبن مين/ هيّص يا كلب السِتْ هيّص/ لك مقامك في البوليس/ بُكره تتولّف وزارة/ للكلاب ياخدوك رئيس)! وحتى مثول الشرق لقارئ الغرب، مازالت قطّة القارئ تستغيث، فيما ينعم (كلب الست) في نهايته بتاريخ ناصع من المناصرة والتقدير.