طالب عدد من المهتمين والمختصين بالشأن القانوني والاجتماعي بسن قانون صارم ضد المتحرشين بالأطفال، والتنبه لهذه الظاهرة المؤلمة بجدية، إضافة إلى توعية الآباء والأمهات والأطفال أيضاً بطرق الوقاية والتصدي لهذه الجرائم، والعلاجات النفسية المناسبة في حال حدوثها، جاء ذلك خلال الحملة التي نظمتها مجلة «سيدتي» بعنوان (الحملة البيضاء) ضد التحرش الجنسي بالأطفال، بالاشتراك مع برنامج الأمان الأسري الوطني، الذي ترأسته الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة البرنامج، في مدينة جدة. وركزت مسؤول برنامج الأمان الأسري فاطمة الشهري، في مداخلتها، على أهم بنود القانون الصادر لحماية الأطفال وقانون الحماية من الإيذاء الذي تم إقراره من مجلس الوزراء يوم 26 أغسطس الشهر الماضي، وتكوَّن من 17 بنداً كلها تدعم الفئات المستضعفة من الأطفال والنساء لتوفير الحماية لهم من جميع أشكال الإيذاء، وأكدت «صدور هذا النظام يُعد نقلة نوعية كبيرة، فهو تشريع قوي نعتمد عليه في توفير الحماية لهذه الفئات المستضعفة التي تتعرض للإيذاء بشكل أو بآخر». وأوضح رئيس تحرير مجلة سيدتي محمد الحارثي، أن المطالبة بسن قانون عقاب ضد المتحرشين بالأطفال أمر مهم، لأن وجود مثل هذه الظاهرة في مجتمعنا يُرعِب الأسر، ومع الأسف إلى الآن لا يوجد قانون لتجريم التحرش الجنسي، رغم وجود قانون لحماية الطفل وقانون آخر للحماية من العنف والإيذاء. وعرَّفت المستشارة التربوية الأسرية الدكتورة نادية نصير المتحرش بقولها: «هو كل من خرج عن الأخلاق في الفعل أو في القول، فهناك تحرش لفظي وتحرش عن طريق اللمس، أو تحرش عن طريق النظر، الذي يتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كون أطفالنا متمتعين بأحدث التقنيات التكنولوجية، فابن الخمس سنوات أو ابن السبع سنوات يحمل جواله الذي يحتوي على تقنية عالية ويرى فيه كل شيء، وبسهولة يتم التحرش به إلكترونياً، عن طريق الصور، وبعض المناظر السيئة التي لا تليق بطفولته، فالتحرش الإلكتروني منتشر جداً في مجتمعنا، خاصة أن كثيراً من الأهالي يعطون أبناءهم الأجهزة الحديثة دون رقيب». وأوضحت التربوية نادية فقيه أن الأطفال يقلدون الكبار أحياناً، فقد يرى الطفل أمه وأباه ويحاول تقليدهما، أو أياً من أقاربه، وهذا ما يسمى بالتقليد الأعمى، وهو ضمن خصائص نمو الأطفال من سن الثالثة حتى الخامسة، لكن إساءة التصرف مع الطفل تقلب الوضع مأساوياً، حيث يلازمه الأمر حتى يكبر.