في إطار مباراتها الإنسانية والاجتماعية الدائمة، نظمت (سيدتي) برنامج (الحملة البيضاء) ضد التحرش الجنسي بالأطفال، الذي سيمتد لفترة ثلاثة أشهر بالاشتراك مع برنامج الأمان الأسري الوطني، الذي ترأسه الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة البرنامج، وذلك في فندق إنتركونتيننتال جدة. تهدف الحملة إلى المطالبة بسن قانون عقاب ضد المتحرشين بالأطفال، والتنبه لهذه الظاهرة المؤلمة بجدية إذ لا يوجد إلى الآن قانون لتجريم التحرش الجنسي، إضافة إلى توعية الآباء والأمهات والأطفال أيضاً بطرق الوقاية والتصدي لهذه الجرائم، والعلاجات النفسية المناسبة في حال حدوثها. أهمية البادرة افتتح رئيس التحرير محمد فهد الحارثي هذا الحدث المهم بكلمة أشاد فيها ب "أهمية الصحافة التي ترصد الأحداث، وتسهم بصنع التغيير في المجتمعات، ولا تكون ناقلة للحدث فقط". وبما أن ل "سيدتي" مبادرات سابقة، منها مبادرة حملت عنوان: (الحملة ضد زواج القاصرات) بيّن الحارثي أهميتها "حيث ركزت على الوقوف ضد هذا الزواج المجحف بحق الطفولة وطالبت بسن قانون وتشريعه يمنع زواج القاصرات، حيث شارك في هذه الحملة أكثر من عشرة آلاف شخص على مستوى العالم العربي من خلال التوقيع على وثائق قُدمت للمجالس البرلمانية والتشريعية في بعض الدول العربية". قانون لعقاب المتحرشين وقدم رئيس التحرير شرحاً عن الحملة الحالية قائلاً: "إن هذا الحدث جاء بالتعاون مع برنامج الأمان الأسري ضد التحرش الجنسي بالأطفال تحت عنوان (الحملة البيضاء) للمطالبة بسن قانون عقاب ضد المتحرشين بالأطفال، لأن وجود مثل هذه الظاهرة في مجتمعنا ترعب الأسرة والأطفال بخطورتها". وأضاف: "سيدتي أخذت الموضوع على عاتقها لتتحدث عنه بشفافية مطلقة، في المجتمع السعودي الذي يسعى للشفافية والمكاشفة، لما رصدته من قصص مؤلمة وتجارب قاسية فرضت بصمتها على الأطفال لتكبر معهم وتظل روحها موجودة ضمن إطار الصمت المطبق عن هذه التجارب، التي تغتال براءة الأطفال وتجرح حلم الطفولة". وتابع قائلاً: "يجب التنبه لهذه الظاهرة المؤلمة بجدية ما يتطلب تشريعاً قانونياً يجرّم هذه المسألة ويحاربها، وللأسف إلى الآن لا يوجد قانون لتجريم التحرش الجنسي، وإن وجد هناك في مجلس الشورى قانون لحماية الطفل وقانون آخر للحماية من العنف والإيذاء". توعية الأسرة وعدد الحارثي أهداف الحملة موضحاً أنها ترمي إلى "توعية الأسرة من أجل حماية أبنائها والتحدث معهم في هذه المواضيع، والجانب الآخر هو توعية الأطفال بطريقة تشرح لهم حقوقهم وتعطيهم الثقة بكيفية التعامل مع من حاول التحرش بهم، وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها". ونظراً لوجود العديد من القضايا في المجتمع أكد على "مناقشتها بشفافية بهدف معالجتها وليس التشهير بها، ومساهمة الإعلام بكل وسائطه بدور مهم عن طريق فتح النقاش بصورة ناضجة وبلغة راقية، والأهم إيصال الرسالة إلى جمهور أكبر وبتفاعل مباشر مع الجميع". ووعد الحارثي أن المبادرة ستكون سلسلة من المبادرات هدفها خدمة المجتمع وزيادة الوعي وخلق مجتمع أفضل. واختتم كلمته شاكراً الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني، والمشاركين في الحملة (فندق إنتركونتيننتال جدة، وشركة رابيا)، كما شكر الحضور والمتحدثين والزملاء والزميلات الذي وقفوا وراء هذه المبادرة. كما اغتنم هذه المناسبة فقدم تحية ل "فريق أسرة مجلة سيدتي بحصول موقعها الإلكتروني على المركز الأول بين المواقع النسائية العربية على الإنترنت، وهو يعكس ثقة الناس واهتمامهم بمحتوى المجلة المطبوعة وموقعها الإلكتروني، بغض النظر عن الوسيلة التي يصلهم بها". متحدثون متخصصون حضر الندوة الأولى لهذا الحدث، التي أدارتها مسؤولة تحرير مكتب "سيدتي" في جدة الزميلة ميساء غنيم، الدكتور ابراهيم الأبادي عضو هيئة التحقيق والادعاء العام سابقاً، والمستشار الشرعي والقانوني والمحكم، والمستشارة التربوية الأسرية الدكتورة نادية نصير، وفاطمة الشهري المسؤولة عن برنامج الأمان الأسري، والتربوية نادية فقيه. حيث ركزت فاطمة الشهري في مداخلتها على أهم بنود القانون الصادر لحماية الأطفال وقانون الحماية من الإيذاء والذي تم إقراره من مجلس الوزراء في يوم 26 أغسطس الشهر الماضي الذي تكون من 17 بنداً وكلها تدعم الفئات المستضعفة من الأطفال والنساء وتوفير كافة الحماية لهم من جميع أشكال الإيذاء. وأكدت على أنه ب "صدور هذا النظام كان بالنسبة لنا نقلة نوعية كبيرة، لأنه تشريع قوي نعتمد عليه في توفير الحماية لهذه الفئات المستضعفة أو التي تتعرض للإيذاء بشكل أو بآخر". أما الدكتور ابراهيم الأبادي فقد تحدث عن عدم "وجود قانون للتحرش الجنسي بالأطفال في المملكة العربية السعودية رغم مطالبة الحقوقيين به سابقاً، ونظراً لزيادته في السنوات الأخيرة، دفع بوجود مشروع قانون مكافحة التحرش ومشى هذا القانون على عدة قنوات تشريعية إلا أنه في مجلس الشورى دمجوا قانون التحرش مع قانون الحماية من الإيذاء ولم يُستكمل بعد، أي لا يوجد قانون كامل يشفي الغليل لحماية الأطفال من التحرش". الدكتورة نادية نصير عرّفت المتحرش بقولها: "هو كل من خرج عن الأخلاق في الفعل أو في القول، أي هناك تحرش لفظي أو تحرش عن طريق اللمس، أو تحرش عن طريق النظر، والذي يتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كون أطفالنا متمتعين بأحدث التقنيات التكنولوجية، فابن الخمس سنوات أو ابن السبع سنوات يحمل جواله الذي يحتوي على تقنية عالية يرى فيه كل شيء، وبسهولة يتم التحرش به إلكترونياً، عن طريق الصور، وبعض المناظر السيئة التي لا تليق بطفولته، وتبدأ بذلك التحرشات عن طريق النت بإعطاء معلومات عن نفسه من دون أن يدري العواقب، التي تؤدي به إلى التحرش الإلكتروني وهو منتشر جداً في المجتمع لدينا لأنا نترك أطفالنا أمام الوسائط الاجتماعية فترة طويلة من الزمن، ضاربة الأم عرض الحائط بما يلهو به أطفالها، لتقوم بمهامها". وأوضحت الأستاذة نادية فقيه أن التحرش يقوم أحياناً على "تقليد الأطفال الصغار للكبار من دون أن يعوا معناه، ربما رؤية أخيه الكبير أو صديق أخيه، وربما شاهد والديه بصورة غير صحيحة فحاول التقليد الأعمى، وهذا شيء موجود بخصائص نمو الأطفال من سن الثالثة ولغاية الخامسة، لكن إساءة التصرف معه تقلب الوضع مأساوياً إن لم نستطع التصدي لها بشكل تربوي وعلمي، حيث تلازمه إلى أن يكبر وربما يصبح أستاذاً وينفذ هذا الفعل مع طلابه". وفي نهاية الندوة أعلنت سيدتي أن هذه الحملة ستستمر لمدة 3 أشهر على التوالي وستتنشر فعالياتها وندواتها على موقع "سيدتي"، ومن خلال تقرير أسبوعي في المجلة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «الحارثي»: هدف مبادراتنا هو خدمة المجتمع وزيادة الوعي