كتبتُ مقالاً عن الرعب الذي سببه تكتّم مديرية الشؤون الصحية في حفر الباطن على مرض كورونا في العدد (647) بهذه الصحيفة، وبعدها بثلاثة أيام جاء رد مدير العلاقات في صحة حفر الباطن، ولهذا سأقف مع بعض ما جاء في الرد، مع ملاحظة أن الرد لم يورد معلومة واحدة عن الحالات وعن أعداد المتوفين، ووصفني بأنني بعيد جداً عن الواقع، وأن ما ورد (غير صحيح جملة وتفصيلاً)، والقصة باختصار (وفاة أربعة من أفراد العائلة في ظرف 25 يوماً، بعد مداهمة (مرض كورونا) لأحد أبنائهم الذي توفي في العاشر من شوال الماضي، ولحقت به والدته بعد أسبوع، ثم ابن عمه الذي انتقل له المرض نتيجة قيامه بتغسيل جثمان ابن عمه المتوفى، لتوافيه المنية يوم الأحد الماضي بعد أسبوعين من تنويمه لتلحق به والدته بعد ذلك) -حسب جريدة الشرق العدد رقم (648)- ورغم ذلك يُصر سعادته على أن ذلك غير صحيح جملة وتفصيلاً، وأن من واريناهم الثرى وصلينا عليهم مجرد (إشاعة)، فسعادته يقول (وما يهمُّنا ليس الأعداد كما ذكر الكاتب، بل كيف تم التعامل مع الحالات)، الشؤون الصحية تقول إن الأعداد ليست مهمة! (أتمنى أن سعادته لو أعطاني مبررا للتعليق وحسن الظن)! ثم تطرق للطب الوقائي، وجولات ميدانية للمخالطين، والتواصل معهم في منازلهم، فيما ينفي شقيق المتوفى الأستاذ بداح السهلي كل ذلك، ويقول: (إن زوجة المتوفى -رحمه الله- تعرضت لإرهاق، وخفنا أن تكون مصابة بالمرض، وهاتفنا الطب الوقائي ليحضر ويُباشر الحالة، لكنهم اعتذروا وطلبوا نقلها للمستشفى وهو ما تم، أما المسح الميداني وأخذ العينات فلم يحصل -والكلام للسهلي- حيث أتانا شخصان، ولم يعاينا المخالطين أو يأخذا عينات من المخالطين، بل نحن من ذهبنا بعائلاتنا إلى المستوصف وطلبنا عمل التحليل، واختلطنا بالمراجعين)! هذه المعلومات يصفها مدير العلاقات العامة بأنها إشاعات تخالف الواقع، و«وجهني» إلى أن آخذ المعلومات من مصدرها، المصدر الذي ذكره اتصلت عليه الشرق (للحصول على ردة فعل رسمية حيال تتابع حالات الوفاة من نفس عائلة السهلي إلا أنها لم تؤكد أو تنفي إصابة الأربعة بالمرض، واكتفت فقط بالتأكيد على أن وفاة الابن الأول مع والدته بسبب المرض، في حين تم التأكد من سلامة أبنائهم المخالطين لهم). (كما ذكر الزميل سلمان الشمري -الشرق2013-9-12)، الطريف أن هذه الحالات رغم الاكتفاء بتأكيدها (رسمياً) إلا أن السبب في شهادة الوفاة (ضيق في الجهاز التنفسي)! المصدر الرسمي أكد ونفى في تصريح واحد، وعائلة المتوفين تم إبلاغهم (شفهياً) أن السبب كورونا، لكن في التقرير لم يذكر كورونا! انتهت المساحة وللحديث بقية، بعيداً -إن شاء الله- عن كورونا، قريباً من مديرية الشؤون الصحيّة..