لايوازي تسلق إيفيرست إلا عبور القنال الإنجليزي سباحة، يتم عبورها في ماء بارد، وملح أجاج، وأمواج كالجبال، وتيارات تقذف السابح في اتجاه مضاد، يصل فيها السباح نصف ميت. أحياناً بدرجة حرارة خطيرة 31؛ لذا فمن عبر المانش عليه أن يتدرب قبلاً، ويشحم جسمه جيداً بالأكل الدسم لفترة أسابيع، فإذا غطس في الماء غطى جسده بالشمع، لابساً نظارات ضد الشمس، ومحرم عليه حبل ومساعدة واتكاء على قارب حتى يصل الشط. ومن سبح لم يقطع في العادة 33 كيلومتراً، بل كما فعل جينو دي فلوريان (Gino Deflorian) السويسري في 20 أوجست 2013 فقطع مسافة 44 كيلومتراً في 11 ساعة و 6 دقائق بعد أن جدّف بذراعيه 35100 مرة بمعدل 54 ضربة في الدقيقة. سبح أولاً مع التيار إلى الشمال الشرقي ثم انعطف إلى الجنوب الغربي من الساحل البريطاني في سامفير هو (Samphire Hoe) إلى نقطة كاب جريس نيس (Cap Gris Nez) على الشاطىء الفرنسي. ونظراً لخطورة هذه السباحة فقد حرمتها فرنسا من ساحلها؛ فيقدم العابرون الهواة من شاطئ بريطانيا. ومن عبر القناة حتى عام 2012 بلغ 1341 سباحاً، ويعتبر ملك المانش الأمريكي كيفن مورفي (Kevin Murphy) الذي قطعه 34 مرة ولكنه تعرض للأهوال من احتشاء قلب وخلع أكتاف وعمليتين بحيث تاب عن السباحة منذ سبع سنوات فهزمه المانش فلم ير البحر سابحاً. وأخذ منصب السكرتير الفخري لاتحاد عابري المانش (Channel Swimming & Piloting Federation). وبين يونيو وسبتمبر من عام 2013 تقدم أكثر من 300 للعبور منهم من بلغ السبعين؛ فجنون الإنسان وحب التحدي وهيروئين المغامرة هائل. من هؤلاء ينجح من كل خمسة واحد ويموت ثمانية، كما حصل مع السباحة البريطانية سوزان تايلور (Susan Taylor) فقد استمرت في السباحة حتى أنهكت وقبل وصول الشاطئ الفرنسي بقليل شعرت صاحت لم أعد أشعر بأطرافي السفلية ثم فاجأها الموت وكان السبب احتشاء قلب صاعق. ومع جينو فلوريان كان معه خمسة، طالبتان من شيكاغو وواحد سبعيني وآخر ياباني من هيروشيما وكان هو الخامس. أما الياباني فقد قذفه الموج بعيداً قبل خمسة كيلومترات من الشاطئء الفرنسي فاستسلم وانسحب. ليس كل راغب في السباحة والعبور يقولون له تفضل، بل يسجل في الاتحاد، ثم يؤخذ إلى جزيرة مالوركا، حيث عليه أن يسبح لمدة ست ساعات متواصلة بدون انقطاع، وفي درجة حرارة 16، وحالياً يريدون رفعها إلى ثماني ساعات للاستدلال على طاقة التحمل. وأثناء السباحة هناك سفينة مرافقة له تعطيه الشراب والطعام كل 40 دقيقة حيث إن مستوى حرق الطاقة يصل إلى 800 كالوري في الساعة. ولكن بعد النصر ننسى التعب أليس كذلك؟