أقسى درجات الخوف هو الخوف من المجهول، من شيءٍ تَعْلَمُه ولا تَعْلَمُه، يزداد الأمر سوءاً إن تَحوّل مصدر الأمان إلى بؤرة لهذا الشيء الذي تخافه، عندها يصبح الخوفُ حالة جماعيّة، وتغدو محاولة الطمأنة عبثاً لا بَعْثاً لها، بالأمس استيقظت على صوت هلع أهالي «حفر الباطن»المدينة التي تشكي ل «مين ولاّ مين ولاّ مين»؟! المُتداول بين الناس أن مدينتهم تحوّلت إلى منطقة موبوءة ب «فيروس كورونا»، ومسؤولو وزارة الصحة يكتفون بالصّمت وهذا ما يرفع وتيرة الشائعات وإن صرّحوا فبالنَّفي لا إثباتٌ لشيء ولا توعية عن شيء! حمد الدرويش أحد أهالي حفر الباطن يقول: «بحسب حديث أحد منسوبي الشؤون الصحية الثقات: يؤكّد إصابة أكثر من عشرة ممرضين وممرضات وحالة وفاة واحدة.. وأكثر من ست حالات في الحجر الصحي»، الشاعر والصديق عايض الظفيري يقول: «تخيّل أن أول خطوة تقوم بها وزارة الصحة لعلاج «كورونا» هي تَعَهُد خطي على الموظفين بعدم الحديث عن شيء»! وعندما سألته هل توجد لديك إحصائيّة دقيقة عن أعداد المشتبه في إصابتهم والمصابين والمتوفين؟! أجاب: «لا يوجد لدي إحصائية، لكنّي حضرت عزاء أحد المتوفين قبل فترة وشاهدت قصص الخُذلان.. واليوم سَنُصلي ظُهراً على جارهم! -مُضيفاً- حجم الهلع لا يُقاس بإحصائية يا صديقي»، انتهى كلامه ولم تنتهِ آلامه وآلام سُكّان هذه المدينة الذين وجدوا أنفسهم فجأة بين مِطرقة الهلع من هذا الوباء.. ما يسمعونه ويشاهدونه عنه وسِندان وزارة الصحّة بُرودها وسلبيّتها، من هذا المنطلق أُطالب وزارة الصحة بتكوين لجان تحقيق ومتابعة عاجلة لدراسة الوَضْع وتوعية الناس وطَمْأنتِهم.. والأهَمّ هو وَضْعهم في الصُّورة.. بدلاً من بقاء الصُّورة مُشوّشة.