مقاتل من الجيش الحر يراقب قوات موالية للأسد في حلب (رويترز) الدمام – أسامة المصري اقتحمت قوات الأسد سجن حمص المركزي بعد منتصف ليل الأحد، وبداخله حوالي سبعة آلاف سجين بينهم حوالي ألف من النساء، في محاولة لإعادة تقسيم السجناء وتوزيعهم على قسمي السجن الجديد والقديم، وذكر ناشطون أن النظام قد يشرع في ترحيل قسم منهم إلى سجون داخل المطارات والمواقع العسكرية، لاستخدامهم دروعاً بشرية في المواقع العسكرية والمطارات، تحسباً للضربة العسكرية المحتملة، وأشار ناشطون إلى أن قوات الأسد أطلقت الرصاص بشكل عشوائي وقنابل مسيلة للدموع، واستخدمت العصي الكهربائية لإجبارهم على الدخول إلى المهاجع وسحب السجناء المطلوب عزلهم قبل ترحيلهم. وأوضح الناشط الإعلامي أبو بلال الحمصي ل «الشرق»أن قوات الأسد ترافقها أعداد من الشبيحة، تحاول اقتحام مهاجع داخل السجن وألقت بقنابل غاز مسيلة للدموع، بينما تحاول فرق الشبيحة إخراج النساء المعتقلات من السجن وإرسالهن إلى سجن مدينة حماة، وأكد إصابة 11 سجيناً و40 حالة اختناق بينهم حالة خطرة. وأضاف الحمصي أن الطعام والمياه والكهرباء مقطوعة عن المعتقلين بشكل تام، وأشار الحمصي إلى أنه تلقى رسالتين من داخل السجن وأرسل نسخاً منهما ل «الشرق» تفيدان أن الأوضاع أمس وحتى الظهيرة كانت هادئة نسبياً، فيما لايزال إطلاق الغاز مستمراًً عند الباب الفاصل بين القسم الجديد والقديم، وأن عناصر مسلحة من قوات الأسد تمركزت على الأسطح وتحاول الفصل بين السجنين في محاولة لفصل كتل السجناء المتضامنة مع بعضها بعضاً، ليسهل تطويقها واقتحام المباني والمهاجع وتضيف الرسالة «أراهم سينجحون في الفصل وهنا سنضعف كثيراً بسبب قطع الكهرباء والماء و الغذاء بغية إنهاكنا حتى يسهل عليهم الاقتحام، وفي الحقيقة الوضع سيئ للغاية والسجناء قد يصمدون قليلاً لكن قوات النظام تدرك أننا لن نستطيع الصمود طويلاً مع هكذا ضغوط». وأشارت الرسالة إلى محاولة إخراج النساء ولو عنوة إلى خارج السجن حتى يفسحوا المجال أمامهم بالضرب بيد من حديد. وقالت الرسالة إن النظام رفض القبول بمنطق التفاوض وبالتالي أغلق كل محاولة لإيجاد حل يعيد الهدوء للسجن ويحافظ على حياة السجناء. وأوضحت الرسالة ان النظام يريد دمج سجناء السجن القديم مع الجديد حيث يحتوي الأول على سجناء بتهم تتراوح بين الشغب والمخدرات وجرائم أخرى، مع السجناء السياسيين والثوار. وأكدت الرسالة الثانية مخاوف حقيقية بين السجناء من ارتكاب النظام مجزرة بعد انهاكهم بالتجويع وقطع المياه والطعام والكهرباء. وناشد المعتقلون عبر رسالتهم المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي والعربي التدخل والضغط على النظام لتجنب اقتحام السجن وارتكاب محزرة بحقهم، وأضافوا أنه ليس معهم أوراق ضغط سوى الصمود والتصعيد الإعلامي، وأوضحت الرسالة أن قوات الأسد تستميت لدخول السجن في محاولة منها استخدامهم دروعاً بشرية لأي ضربة عسكرية محتملة. وأكد أبو بلال أن لديهم معلومات تفيد بأن مقر المخابرات الجوية القريب من السجن يستعد لنقل مقره إلى داخل السجن المركزي. وأشار إلى أن النظام رفض عدة وساطات قام بها رجال دين من مدينة حمص لوقف اقتحام السجن والحفاظ على حياة السجناء، وأكد ممثلوه إصرارهم على اقتحام السجن وتنفيذ خطتهم في نقل السجناء، وناشد أبو بلال الكتائب المقاتلة والجيش الحر والائتلاف الوطني والصليب الأحمر الدولي التدخل لحماية السجناء من بطش النظام.