ذكر لي الأخ العمراني المغربي نقلا عن عدنان إبراهيم وهو خطيب لمع نجمه مؤخرا من أوروبا في محاولة إدخال العقلانية إلى الخطاب الإسلامي، ولكن هذا ادعاء يقول به قوم أكثر من رمال الصحراء المغربية؛ فإذا جاء ما يصدم ما يقولون استغشوا ثيابهم ووضعوا أصابعهم في آذانهم وقالوا هذا قول عجيب. وكذلك رجل هندي اسمه عمران شاع جدا في اليوتيوب ذلق اللسان، قوي الحجة، ينطق الإنجليزية، ويبشر بنهاية العالم وله أتباع ومعجبون أكثر من نجوم السماء. ولكن هل وفرة الأتباع دليل صحة وقوة. في الحديث أن الدابة تصاب بالحبوط أي أكل السم والانتفاخ. لذا يستخدم القرآن كلمة (حبطت أعمالهم). أخبرني صديقي عبدالعزيز المطوع أنه تنبأ بأحداث الثورة السورية وأن ما يحدث في الشرق الأوسط سيقود إلى نهاية العالم، وهو نفس الكلام الذي وصلني عن (هنري كيسنجر) الذي تنبأ بحرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر. كذلك هي أقوال كثيرين عن تنبؤات نوستراداموس كما في ضربة أمريكا القادمة لنظام الطاغية السوري، أنها ستوافق أحداث سبتمبر وموعد ولادة العجي السوري. يقول الله في محكم التنزيل (رجما بالغيب). ولا يحيط بالغيب إلا من يعلم السر وأخفى. ولكن يا ترى ما هو أخفى من السر؟ قصص نهاية العالم تكلم بها كثيرون، ولكن في هذه النقطة بالذات تجتمع أقوال كتب الحكمة جميعا، وكذلك قانون الأنتروبيا في الفيزياء؛ فالقرآن تحدث عن تصدع السموات، وأن البحار سوف تتفجر، وأن الجبال سوف تتحول إلى ما يشيه الصوف المندوف، وأن القبور سوف تتبعثر، وأن العالم سيدفن كما تدفن أي جثة. وتلف السموات والأرض كطي السجل للكتب. وفي الحديث بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير إلى أصبعين من يده الشريفة، وتقول الفيزياء بقول مثل هذا عن نهاية العالم، ولكن بطريقة مختلفة وهي أن كل شيء له عمر بما فيها النجوم المستعرة فتنتهي إلى قزم أو نجم نيتروني أو ثقب أسود حسب الحجم وسحب الجاذبية. وقانون الأنتروبيا أو الفوضى في الكون ينص على أن كل حلقة من الوجود مغلقة تنتهي إلى الفساد. وكما ينطبق على قوانين الفيزياء فهو يسري بطريقته الخاصة على علم الاجتماع. نحن في سوريا أصبح لنا نصف قرن تحت مظلة حديدية مقيتة من نظام مجرم دموي فهل اقتربت نهايته؟ هذا يقودني إلى قصة الثعلب والذئب. يقولون إن الثعلب مر يوما بجانب ذئب وقع في المصيدة فقال له يا أبا حصين أعرف عنك الحكمة والمكر فهلا أخبرتني عن موعد قيام الساعة؟ تبسم الثعلب وقال له يا صديقي أما موعد قيام الساعة فلا علم لي بها؟ ولكن قيامتك قامت لاشك فيها ولا ريب. وحين أمضي في الاستغراق وأتصور توقف الزمن مع الموت، أقول كما قال القرآن (كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار يتعارفون بينهم).