سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نهاية العالم .. التي لم تقع كذبت وكالة الطيران و الفضاء الأمريكية إشاعة اقتراب الجرم الفضائي "نيبيريو" بل أكدت أنه ليس موجوداً أصلاً إلا في تخيلات وأوهام بعض المضللين
من عقيدة المسلم الجزم يقيناً أنه لا يعلم الغيب إلا الله ( قل لا يعلم من في السموات و الأرض الغيب إلا الله ) ، و أن الله قد يظهر بمقتضى حكمته بعضاً من عباده الصالحين على قدر محدود من الغيب ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ، إلا من ارتضى من رسول ) ... الآية ، و مع ذلك يقع البعض من المسلمين ( و كثير من غير المسلمين ) في الأوهام و الأكاذيب التي يروّج لها العرّافون و البطلة خصوصاً في الشبكة الإلكترونية ، و يكثرون من طروحات نهاية العالم و إفزاع الناس بتلك الأكاذيب و نشر الذعر و الخوف في قلوب فئات عريضة من البشر بناءً على الخيال العلمي حيناً أو النبوءات الوثنية أحياناً لأهداف كثيرة منها تحقيق المكاسب المالية الطائلة. من آخر تلك الترهات التي تناولتها المواقع الأجنبية و العربية على الانترنت مزاعم نهاية العالم الذي حددوا له يوم الأمس الجمعة 21 ديسمبر 2012 م و أن تلك النهاية ستكون بزعمهم بسبب ارتطام جسم فلكي كبير يُدعى «نيبيريو» بالأرض و أن الحدث الجلل سيؤدي إلى اختلال نظام الفلك و سينتهي كل شيء ، و يزعمون أنهم أتوا بهذا «العلم» من حضارة المايا ( بأمريكا الجنوبية ) إذ إن نهاية التقويم في حضارة المايا هو التاريخ المشار إليه ، كما يستشهدون أيضاً بنبوءات المرجع الأوربي الأول أو دجال أوربا الأكبر ( نوستراداموس) صاحب الرباعيات الشهيرة و الذي يؤكدون أنه الذي تنبأ بكثير من أحداث العالم كمثل التنبؤ بظهور هتلر ، و طبقاً لهذا الدجال : سيسقط مجسم كبير فوق رؤوسنا ، و سينتهي العالم في 2012 م . و ها قد مر التاريخ المزعوم و الدنيا و لله الحمد لا تزال بخير إلى يوم الوقت المعلوم للإرادة الإلهية. وقد كذَّبت وكالة الطيران و الفضاء الأمريكية إشاعة اقتراب الجرم الفضائي «نيبيريو» بل أكدت أنه ليس موجودا أصلاً إلا في تخيلات و أوهام بعض المضللين ، و يعود الاعتقاد بوجود هذا الجسم الكوني الذي من المفترض أنه يهدد الأرض و النظام الكوني ككل إلى كتاب ( الكوكب الثاني عشر ) للكاتب «زكريا سيتشن» الذي صدر عام 1976 م و نشر فيه كثيراً من ادعاءات الحضارة السومرية التي من بينها أن هذا الكوكب يدور حول الشمس مرة كل 3600 سنة و تحدث الكتاب عن حضارة فضائية غزت كوكب الأرض أطلق الكتاب عليها اسم حضارة أناناكي. و قد خيب الله مزاعمهم و كذب ضلالاتهم بالوقائع حيث زعموا بأن الكارثة الكونية ستقع في شهر مايو 2003 م ، فقاموا بتحديد تاريخ آخر هو 21 ديسمبر 2012 م ، و إن عدتم عدنا فقد عاد الله فخيب فألهم و لم ينفرط نظام الكون ( إن الله يمسك السموات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ، إنه كان حليماً غفوراً ). و قد نفت «ناسا» في عام 1983 م عن ما أُشيع عنها بأنها اكتشفت كوكبا أو مجّسما بواسطة الأشعة الحمراء في نظامنا الشمسي ، و ذكرت حينها بأنها اكتشفت عدة أشياء من ذلك البحث و لكنها لم تكتشف أي شيء يتعلق بمجسم له القدرات الهائلة كما وُصف نيبيريو ، و تحدث علماء الناسا حينها عن مجسم آخر اكتشفوه و أطلقوا عليه أسم «أريس» و أنه يصغر حجمه عن قمرنا ، و أنه بعيدٌ جداً و في مدارٍ آخر يبعُد أكثر من 4 مليارات ميل عن كوكبنا ، و أنه لن يسبب أي مشكلة للكرة الأرضية أبداً ، و نفت الوكالة أي صورة تتعلق بالكوكب المزعوم «نيبيريو» و ذكرت بأنها مجّرد خدع تم تصميمها بالفوتوشوب أو صُور تم التقاطها بعدسات الكاميرات و هدفها الأول هو تخويف الناس لا أكثر. ثمة الملايين من علماء الفلك العالميين الموجودين في كل أصقاع الأرض يؤكدون أن قصة «نيبيريو» قصة مختلقة لا يجب الالتفات إليها أو الخوف منها و لا يمكن الاعتداد بها اللهم إلا من قبل أستديوهات هوليوود لإنتاج الأفلام المثيرة رغم كل القلق و الخوف الذي عاشه البعض منها و رغم كل المليارات التي أنفقت في «الاستعدادات» لها ، ويلاحظ أن القصة مليئة بالرموز اليهودية المضللة و التي تعود لزمان ما يعرف بالأسر أو السبي البابلي. فهل يعقل أن يكون عبد المطلب الجاهلي أعرف بالله حين قال أنا رب أبلي و للبيت رب يحميه من بعض المسلمين الذين غاب عنهم أن للكون رباً يحميه و يحفظه إلى الأجل المعلوم.