انضمت طالبة السنة الرابعة في كلية الطب شيماء العثمان، بالجمعية الوطنية لطلاب الطب السعوديين، حيث إنها جمعية لجميع طلاب الطب حول العالم، وقد حصلت الجمعية على التصريح من كندا عام 2007م، مبينة أن نشاط الجمعية متنوع، وأنها جزء من لجنة الصحة العامة والمجتمع، التي تنظم الكثير من الملتقيات التوعوية في المدارس والجامعات والمجمعات التجارية. التبرع بالأعضاء وتبيّن شيماء أنها تقوم بعدة أنشطة، كان آخرها التوعية عن أهمية التبرع بالأعضاء، الذي يقف المفهوم المغلوط عنه في أذهان الناس عائقاً ضد التقدم في هذا المجال، حيث يعتقد الناس أنه يحق للجمعية أخذ أعضاء الشخص بمجرد توقيعه على التبرع، وبدون موافقة أهله، وهو أمر غير صحيح، فعندما يتوفى الشخص دماغياً مثلاً لا يحق للجمعية أخذ أعضائه ما لم يفحص من قبل ثلاثة أطباء شرعيين من خارج الجمعية، ليؤكدوا الوفاة، ولا تؤخذ أعضاؤه إلا بعد موافقة أهله. وجاء انضمامها لفطور الناجحين والناجحات إيماناً منها بفكرته الرائعة؛ التي تنطلق من استضافة شخصيات ناجحة من جميع المجالات والأعمار لعرض ومناقشة تجربتهم مع الشباب في تبادل الخبرات، وهو ما يعطيهم دافعاً للعمل والتطور، والذي ينظمه الإعلامي عمر عثمان بمشاركة عدد من المتطوعين والمتطوعات. الدور الأكبر ولم تتمكن شيماء من تحديد الزمن الذي بدأت فيه العمل التطوعي، وتقول “شكّل العمل التطوعي جزءاً أساسياً من نشأتي، ووعيي كطفلة، فلوالدي (المهندس محمد العثمان) كثير من الأنشطة التطوعية كونه مدير الأنشطة في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكثيراً ما سافرت معه خارج المملكة لغرض توعية الجاليات المسلمة، كما أن إحدى قريباتي في الأحساء (نورة العثمان) مشهورة جداً هناك، وتعرف في المنطقة ب(أم الخير) لكثرة عطائها في مجال أنشطتها الخيرية. تبادل المنافع وتؤكد شيماء التغيير الكبير الذي طرأ على مفهوم العمل التطوعي بين الماضي والحاضر، فالفكرة السابقة كانت تدور حول إعطاء المحتاج والفقير، موضحة “رغم أهمية هذا الجانب إلا أنها زاوية ضيقة يحصر فيها العمل التطوعي، الذي يشمل بمفهومه الحقيقي تبادل المنافع والخبرات بين الجميع، فالمحتاج ليس فقط من ينقصه المال بل من تنقصه خبرة أو معرفة في مجال ما، فيتطوع غيره ممن يمتلك هذه الخبرة لنقلها إليه”. الطب والتطوع ولا تجد شيماء أي صعوبة في إيجاد التوازن بين دراستها في كلية الطب وبين نشاطها التطوعي، مشيرة إلى أن طلاب الطب هم الأكثر نشاطاً في هذا المجال، فالكثير من زميلاتها وزملائها منخرطون في أنشطة مختلفة، تقول “يشارك معي في فطور النجاح طالبة طب أخرى، وطبيبتان وطالبة علوم طبية” مشيرة إلى أن مهنة الطب هي مهنة البذل بلا حدود، وأنها لا تقبل على نفسها أن تكون طبيبة تنتهي علاقتها مع المريض بمجرد خروجه من باب العيادة، مضيفة “أريد أن تكون علاقتي مع المجتمع بكامله وليس مع أفراد”.