قبل ثلاثة أعوام نشر لي مقال في إحدى الصحف المحلية، يحكي الحوار الذي دار بيني وابني «سعود» حول وضع الكهرباء في محافظة صامطة وخطر شبكتها الهوائية، وحلمه آنذاك بشبكة أرضية، تزيح ذلك الخطر عنه وجيله بعد أن عاش من قبلهم تحت وطأته أعواما مديدة حفلت بالرعب والهلع. ومن المفارقات أن رزقت قبل عامين بمولودة (صبا) – الله يحفظها – كان ذلك بالتزامن مع بدء شركة الكهرباء خطوتها الأولى في تحقيق حلم شقيقها، من خلال تنفيذ مشروع تحويل شبكة الكهرباء بصامطة إلى أرضية. ولكن كما يقال «ناظر وجه الكهرباء واحلب لبن» فمن المؤسف أن الشركة توقفت منذ عام عن استكمال تحقيق الحلم، مكتفية بتلك الخطوة اليتيمة (تمديد كيابل الخطوط الرئيسية). في الوقت الذي أتمت فيه «صبا» عامها الثاني وتوالت خطواتها إلى أن تمكنت من السير بخطى ثابتة – قولوا ما شاء الله – وأصبحت أيضاً تجيد التأفف من الحرّ والظلام الذي يسود كلما شمت أسلاك الكهرباء (المعلقة) رائحة المطر أو حرّكتها هبات النسيم! الأمر الذي يشغلني الآن وأبحث عن إجابته طالما أثار وضع شبكة الكهرباء بمحافظتي فضول ابني الصغير آنذاك وحلمه الذي تزامنت بداية تحقيقه مع مولد أخته: هل تنتظر شركة الكهرباء أن أرزق بمولود آخر لتبادر باستكمال مشروعها المتوقف بلا مبرر؟! ولو كان تساؤلي هنا منطقيا، كيف سيكون مصير المشروع فيما لم يأت المولود (لا سمح الله)؟