جدة – علاء برنجي مجتمعنا لم يستوعب مكانة الفن وأهميته بشكل كافٍ، ولديّ أمل أن يتغيرذلك قريباً الموسيقى تعزز إيجابيات كثيرة في حياتنا.. ولا أستطيع أن أتخيل يومي بدونها لدي ألحاني ومقطوعاتي الخاصة.. وأعمل على ألبومي الأول الذي أحلم بإصداره قريباً داعبت أناملها الصغيرة آلة البيانو وهي في السادسة من عمرها، فانسابت أنغامه تصب في قلوب الحاضرين قناعة أكيدة بموهبتها، قبل أن تصب في آذانهم نوعاً فريداً من الفن والجمال المبكر الذي لم يدع خياراً أمام والديها اللذين «يقدران الفن كثيراً»، بحسب تعبيرها، إلا رعاية هذه الموهبة، حتى تمكّنت في مجال العزف، ونالت عدداً من الجوائز الدولية. هكذا أرجعت عازفة البيانو الشابة السعودية نادية دندشي، في حوار مع «الشرق»، الفضل في إتقانها العزف إلى أسرتها، مؤكدة أنها لولاهم لما وصلت إلى ما وصلت إليه، فقد حصلت على المركز الأول في مسابقة الأميرة مريم الدولية للعزف على البيانو في المغرب عام 2006م، كما نالت في العام نفسه جائزة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إضافة إلى مشاركتها في عدد من المناسبات والاحتفاليات الخاصة داخل المملكة. في حين نفت العازفة الشابة دندشي، التي تدرس الطب حالياً في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، التفات المؤسسات المحلية المعنية لرعاية موهبتها وإبرازها، مرجعة ذلك إلى عدم تقدير المجتمع للفن بشكل كافٍ، حسب قولها، وعدم استيعاب مكانة الفن وأهميته، معربة في الوقت نفسه عن أملها في أن تتغير تلك الحال إلى حال أفضل قريباً. معهد موسيقى ..وصورة لها أثناء عزفها على البيانو في عمر ست سنوات (الشرق) * حدثينا عن البدايات، كيف ومتى بدأت نادية بالالتفات لموهبتها؟! - ولدت في مدينة جدة عام 1993م من عائلة سعودية، وأدرس حالياً الطبّ في جامعة الملك عبد العزيز، وقد بدأت العزف على البيانو منذ أن كان عمري ست سنوات، حيث تعلمت المقطوعة الشهيرة «روميو وجولييت» عن طريق دروس خصوصية مع أستاذة بيانو كانت تتردد علينا في المنزل، ومنذ ذلك الوقت اقتنع أهلي بامتلاكي للموهبة الموسيقية، واستمروا في دعمي. ويمثل العزف على البيانو إحدى هواياتي التي برزت مبكراً، بينما لديّ طموحات واهتمامات كثيرة في حياتي، من أهمها افتتاح معهد لتعليم الموسيقى. مرحلة جديدة * وهل مازلت تتلقين دروساً موسيقية خاصة؟ - في بداياتي فقط، حيث تعلمت من خلالها أساسيات العزف وقراءة العلامات الموسيقية، لكن بعد أن تمكنت في مجال العزف توقفت عن أخذ الدروس، وبدأت التوجه نحو وجه آخر من مراحل العزف، مثل التأليف أو المحاكاة بالاستماع. استغلال الوقت * كيف تستطيعين التوفيق بين مجال دراستك الأكاديمية في الطب وبين تطوير موهبتك في العزف؟ - كثير من الناس يسألونني هذا السؤال، ولكني لا أستطيع فعلاً شرح الإجابة!، أحاول دائماً قدر الإمكان أن أنظم وقتي وأن أحدد أولوياتي، لا أحب أن أضيع وقتي، فدائماً أحاول استغلاله بشكل ما، إما بالعزف بعد الانتهاء من الدراسة أو بقضاء الوقت مع أسرتي، وغير ذلك. أجواء ملائمة * لمن ترجعين الفضل في ذلك؟ - لولا أسرتي لما كنت وصلت إلى هذا المستوى، فوالداي يقدران الفن كثيراً، وقد وفرا لي الأجواء والظروف المناسبة لأتمرن بجدية، ولم أفقد الإصرار على تحقيق هدفي أبداً. إعداد ذاتي نادية دندشي تؤدي مقطوعة بالمشاركة مع شقيقها * هل معنى ذلك أنك ورثت موهبتك؟، وهل برز أحد أفراد أسرتك أو أقاربك في العزف أو التلحين؟ - لا أعلم إن كان الفن أو المواهب تورّث، ولكني أعد نفسي أول من مارس العزف في أسرتي، وبعد أن كبر أخي الأصغر بدأ بالتعلم على آلة مختلفة. ضعف التقدير * هل هناك جهة تبنت موهبتك؟، وهل تلقيت أي نوع من أنواع الدعم المؤسسي؟ - كلا. * وبماذا تفسرين غياب الدعم ورعاية المواهب الموسيقية الشابة وإبرازها في المملكة؟ - أعتقد أنه بسبب عدم تقدير المجتمع للفن بشكل كافٍ، وعدم استيعاب مكانة الفن أو أهميته، لكن لدي الأمل بأن ذلك سيتغير إلى حال أفضل (عن قريب) إن شاء الله. جوائز دولية * ماذا عن مشاركاتك العامة، هل كان لك حضور محلي أو دولي؟ - نعم، شاركت في عدد من المناسبات والمسابقات محلياً ودولياً، فقد شاركت بأداء مقطوعات موسيقية في مؤتمر «TEDxWomen» الذي انعقد في كلية دار الحكمة في جدة عام 2011 م، كما شاركت بالعزف في افتتاح فرع «Fendi» في مركز الخياط في جدة أيضاً عام 2012 م. أما على المستوى الدولي، فقد حصلت على المركز الأول في مسابقة الأميرة مريم الدولية للعزف على البيانو في المغرب عام 2006م، كما نلت جائزة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (Isesco) في نفس العام. الموسيقى سعادة * هل تجيدين العزف على آلة موسيقية أخرى غير البيانو؟ - أجيد العزف على الجيتار، وأتعلم العزف على آلة الكمان. * ماذا تعني لك الموسيقى؟. وهل تعتقدين أن تعليمها ضرورة؟ - الموسيقى جزء كبير من حياتي، ولا أستطيع أن أتخيل يومي دونها، وأعتقد أن تعليم الموسيقى أمر مهم جداً، وذلك لأنها سبب مهم في تعزيز إيجابيات كثيرة، منها تحسين قدرة التركيز وتقوية القدرات العلمية، إضافة إلى إدخال السعادة في قلب العازف والمستمع على حد سواء. دعم خاص * أهديت إحدى معزوفاتك للشعب السوري.. حدثينا عن هذه المعزوفة. - مقطوعة سوريا هي أول مقطوعة ألفتها بالاعتماد على نفسي، وكانت هي الإلهام الذي شهد بدايتي في التأليف، حيث أثار مشاعري وأحاسيسي ما يصيب أشقاءنا السوريين وما يواجهونه من ألم ومعاناة ومصائب، فقد تأثرت كثيراً بما أشاهده في الأخبار يومياً عن هذا الشعب العظيم، فأطلقت العنان لمشاعري على آلة البيانو، لتخرج المعزوفة متضمنة أجزاء تحمل ألم ومعاناة السوريين وتحاكي وضع الصراع الذي تشهده بلادهم، وأخرى تعكس الحضارة والتاريخ الجميل لهذا البلد العريق وتبعث الأمل أنغاماً لشعبه المناضل، وأهديت المقطوعة للشعب السوري كنوع من الدعم على طريقتي الفنية الخاصة. قناة يوتيوب * هل لك ألحان أو معزوفات خاصة أخرى غير معزوفة «سوريا»؟ - نعم، وجميعها موجودة على قناتي الخاصة في موقع يوتيوب www.youtube.com/NDandachi تعاون فني * هل تشاركين أو تتعاونين مع فرقة موسيقية؟ - حاليا لا أعمل ضمن فرقة موسيقية، لكني أتعاون فنياً مع بعض الفرق الموسيقية في بعض الأحيان. الألبوم الأول * أين ترين نفسك في المستقبل؟ - على مستوى مجال عملي المهني، أطمح لأن أكون طبيبة متميزة، أما في المجال الفني، فأطمح لنشر ألبومي الأول الذي أعمل عليه حالياً. * ومتى تتوقعين إصداره؟ - العمل لا يزال في بداياته، وسأعلن عن موعد إصداره عندما تكتمل الاستعدادات والترتيبات اللازمة. تحقيق الطموح * هل من كلمة تودين توجيهها لمتابعيك؟ - أحب أن أقدم شكري لجميع من دعمني وساعدني في نشر مقطوعاتي، وأتمنى أن يستمر هدا الدعم، وأن تعجبكم المقطوعات التي سأنشرها في المستقبل. كما أتمنى من المواهب الشابة دائماً أن تعتمد على نفسها، وأن تعمل بجدية لتحقيق طموحاتها والوصول لأعلى المستويات. عازفة البيانو السعودية نادية دندشي، الحاصلة على المركز الأول في مسابقة الأميرة مريم الدولية للعزف على البيانو في المغرب، وجائزة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة