«أبو صلاح» المثقف والمهندس الذي احترمه وأحبه أهالي مدينة الجبيل منذ نحو سبعة عقود قضاها في خدمة الوطن، «مهندس الإلكترونيات» غالب يحيى العثمان الذي حاز على ثقة أولي الأمر وعاصر أمراء المنطقة الشرقية فأحبهم وأحبوه، كان مثالا للمواطن الصالح صاحب حضور قوي ومؤثر يفرض احترامه؛ لأنه يحترم الجميع ويسعى لبذل كل ما في وسعه لأداء الواجب بكرمه ودماثة خلقه وحنكته ومقدرته على العطاء، عمل مديرا لإدارة اللاسلكي منذ تأسيسها في المنطقة الشرقية وهي تتبع إمارة المنطقة الشرقية؛ فأدارها باقتدار، ودرّب عددا كبيرا من الموظفين على الأعمال الإلكترونية والبرقيات حتى تقاعده بعد أن سلم الأمانة لزملائه الذين تدربوا على يديه، كان مثال الأخ والصديق لوالدي المرحوم إبراهيم صالح السحيمي الذي عمل مديرا لأول مدرسة في الجبيل، عاشا طوال حياتهما معا في أجمل رحلة لصديقين حميمين تعاضدا وحمل كل منهما هم الآخر فهان كل صعب وأثمرت جهودهما خيرا ونماء. نذرا حياتهما لخدمة أبناء مجتمعهما وبيئتهما وبلدتهما. قبل أيام وافاه القدر المحتوم عن عمر ناهز المائة عام؛ فعم الحزن قلوب محبيه من أبناء مدينتي الجبيل والدمام لفقدهم القدوة والمعلم الفذ صاحب الكرزما الجميلة والشخصية المميزة.. بكاه الكبير والصغير. برع -رحمه الله- في الهندسة اللاسلكية والإلكترونية وخاصة الهاتف والتليفزيون، التقى به عدد من الصحفيين وأفردوا له صفحات وصفحات، والآن وبعد انتقاله للرفيق الأعلى أدعو المهتمين للالتقاء بأبنائه ليَرْوُوا للأجيال القادمة قصص الكفاح التي رسمها المهندس غالب العثمان ووالدي إبراهيم السحيمي طوال العقود الماضية، رحمهما الله وأدخلهما فسيح جناته وألهم أهلهما وذويهما وجميع أحبائهما وأصدقائهما وزملائهما الصبر والسلوان، إنه على ذلك قدير.