تكبدت السوق المالية السعودية في تداولات الأسبوع الماضي خسائر بلغت 132 نقطة، وبنسبة 1.7% على خلفية تطور الأحداث الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة ومخاوف المستثمرين من توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، إبان حديث الرئيس الأمريكي عن تحالف دولي لمواجهة النظام السوري. وأغلق مؤشر السوق عند نقطة 7634 مسجلاً أدنى إغلاق أسبوعي في 9 أسابيع. كما تراجعت القيمة الأسبوعية المتداولة إلى 30.2 مليار ريال وبمتوسط قيم تداولات يومية عند 6 مليارات ريال مقارنة ب 34.4 مليار ريال وبمتوسط قيم تداولات يومية عند 6.8 مليار ريال للأسبوع السابق له. وشهدت السوق تراجعاً شبه جماعي للقطاعات المدرجة فيه، حيث أغلق 14 قطاعاً على انخفاض مقابل إغلاق قطاع الطاقة والمرافق الخدمية وحيداً على ارتفاع بنسبة 0.1%. وجاء قطاع الفنادق والسياحة في طليعة القطاعات الخاسرة، بنسبة 5.6%، وتبعه قطاع الاستثمار المتعدد ب 4.1%، والإسمنت بتراجع بلغ 4%. كما شهدت السوق صفقات خاصة على عدد من الأسهم بقيمة تخطت 53 مليون ريال، منها 6.2 مليون ريال كأسهم حقوق أولوية لشركة الشرق الأوسط للكابلات المتخصصة «مسك». وبناء على مستجدات الجلسات السابقة -على الفاصل اللحظي- يلاحظ استهداف المؤشر العام للقطاع السابق المتداول عند نقطة 7560 ونجاحه في الارتداد من عنده مشكِّلاً بذلك قاعدة سعرية جيدة نوعاً ما. بيد أن تلك الارتدادات بحاجة إلى تفعيل بعض المؤكدات الأخرى التي من أهمها المحافظة على المنطقة السابقة، واختراق مستوى المقاومة المتداول عند نقطة 7730 بالتزامن مع ارتفاع الأحجام والقيم المتداولة، أما على المدى المتوسط، فدفعت عمليات الارتداد في جلستي الأحد والإثنين الماضيين السوق إلى استهداف حافة الضلع العلوي للقناة الصاعدة 7969 المتشكلة منذ أكثر من 8 أشهر، التي تعادل نسبة ارتفاع ب 61.8% من نسب فيبوناتشي «النسبة الذهبية»، إلا أنه فشل في الإغلاق فوقها، الأمر الذي يستدعي مراقبة نقطة المقاومة السابقة ومنطقة الدعم الرئيسة 7496 عن كثب. وفيما يخص المتوسطات المتحركة، فقد نجحت السوق المالية في الارتداد من نقطة 7697 التي تمثل المتوسط المتحرك البسيط ل 100 يوم، الذي يعد من أبرز المتوسطات المتحركة التي يعتدُّ بها على المديين المتوسط والطويل. والمتأمل لحركة قطاع المصارف والخدمات المالية مقارنة بحركة مؤشر السوق يدرك مدى الضغط الذي أحدثه القطاع على السوق ككل، حيث إن المحصلة الأسبوعية لإجمالي ما خسره في أسبوع يتجاوز 1.35%. فنياً، فشل القطاع في اجتياز المقاومة الأفقية المتداولة عند نقطة 18125 التي أثرت على أهميتها على المدى الطويل، مما دفع هذا الفشل القطاع إلى كسر أولى المناطق الداعمة 17234 التي تمثل نسبة تراجع بمقدار الربع من الموجة الأخيرة، كما أن بقاءه دونها قد يقوده لمستويات داعمة أكثر قوة من المنطقة السابقة وتحديداً عند نقطة 16622. وأظهرت الحصيلة النهائية لإجمالي تداولات الأسبوع تراجع قطاع البتروكيماويات بنسبة 0.4% كأقل القطاعات انخفاضاً، بعد محاولات عدة للعودة فوق منطقة المقاومة الحاسمة 6305 التي سبق أن تخطاها في الثالث عشر من الشهر الماضي. حالياً يتداول بالقرب من دعم المسار الصاعد عند نقطة 6043، والثبات فوقها مهم لضمان حركة الارتداد، كما أن كسره لها كإغلاق ليومين يشكل خطراً على القطاع على المدى القصير.