عجزت إيران عن محو هويّة الشعوب غير الفارسيّة ضمن خارطتها السياسيّة وطمس معالمها ودثرها، فالقمع والحرمان والإعدامات السريّة والجماعيّة والإفقار ومنع جميع الحريّات الأساسيّة والحقوق الإنسانيّة، تبدو غير كافية للقضاء على إرادة الشعوب. لذا اعتمدت الدولة الفارسيّة سياسة تجفيف الأنهر والبحيرات والأهوار والأخوار والغابات وتلويث مياه الشرب وتدمير البيئة، وكلّها موارد طبيعيّة تشكّل المصدر الحياتي الأساس للملايين من أبناء «الأحواز» العربيّة و«بلوشستان» و«آذربايجان» ضمن ما تسمّى بجغرافية إيران. ففي الأحواز وحدها ألغي أكثر من مليون ومائتي هكتار من أجود الأراضي من دائرة الإنتاج بسبب تجفيف الأنهر وتحويل مياهها إلى المناطق الفارسيّة. وجريمة الدولة الفارسيّة باِقتطاع غالبيّة الأراضي الأحوازيّة وإلحاقها بالمحافظات الفارسيّة، تلتها وثيقة صادرة عن مكتب الرئيس الإيراني الأسبق «خاتمي»، تهدف إلى تهجير ثُلثي سكان الأحواز البالغ تعدادهم أكثر من عشرة ملايين نسمة وتوزيعهم على المناطق الفارسية بُغية تفريسهم. وتؤكد القوى الوطنيّة الآذربايجانيّة أن «الدولة الفارسيّة عازمة على تهجير ثلاثة ملايين مواطن آذري نتيجة تجفيف 70% من بُحيرة أوروميّة» رغم أنها تشكّل الشريان الحياتي للشعب «الآذري» البالغ تعداده أكثر من 23 مليون نسمة. ولم تستثن «بلوشستان» من مخطّط التهجير الجماعي لملايين المواطنين إثر تجفيف بُحيرة «هامون» ودثر مئات القرى تحت الرمال والأتربة وانتشار الأمراض والأوبئة لتحصد أرواح أبناء البلوش، فقط لأنهم لا ينتمون إلى العرق الفارسي، مثلهم مثل الآذريين والأحوازيين!