المدينة المنورة – عبدالرحمن حمودة أعرف ضعة وصدور أوديتها أكثر من غيري.. وذكرت موقع شوران كما ذكره مؤرخو المدينة المؤرخ العياشي سخَّر سيارته لحمل الإسمنت والحديد بنفسه.. ووضع علامات المواقع التاريخية بدقة لو قدَّم بحثه عن طريق الجامعات والكراسي العلمية لكان أفضل له وللحقيقة بيَّن عضو مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة عضو نادي المدينة الأدبي الباحث الدكتور تنيضب الفايدي، أنه أنهى قبل فترة طويلة تحديد المراجع والمواقع الميدانية لحَرَّة شوران. ولفت الفايدي في حديث ل «الشرق»، بعد اتهامه من الباحث عبدالله الشنقيطي بأنه لا يفرق بين «ضعة» و«صعة» و«هكر»، إلى أنه قد عمل منذ عام 1407ه عدة استمارات لوصف موقع «ضعة» وسكانها لافتتاح مدرسة فيها، وتم افتتاح المدرسة وبإشرافه المباشر عام 1408ه وزارها بعد ذلك عدة مرات وحجزه سيل ضعة عند التقائه مع سيل غراب في مدرسة غراب لمدة يومين. إثارة القضية عبدالله الشنقيطي ودافع الدكتور الفايدي عن نفسه بقوله «أنا أعرف ضعة وصدور أودية ضعة وسيلها أكثر مما يعرفها غيري، وذكرت موقع شوران كما ذكرها مؤرخو المدينة، وهي تقع في الجنوب الشرقي، كما ذكرت أدلتها بدءاً من تاريخ ابن زبالة وابن شبة وانتهاءً بالعصر الحالي، وقد انتهى الأمر عند هذا الحد، وبعد فترة طويلة فوجئت بأن مدير المتابعة في إمارة المدينة يثير القضية مرة أخرى، ويحلُّ تماماً مكان عبدالله الشنقيطي، حيث أعاد أحمد شاكر المشكلة من جديد، ورأى أن الأخوين – يقصدني مع الشنقيطي- قد تخطيا في اختلافهما حداً (بلغ به إلى الجدل والتخاصم) كما يقول، علماً بأنه لا يوجد خلاف في تاريخ حرة شوران بالأدلة التي ذكرتها في مقالات متعددة»، رافضاً في سياق الحديث أن يكون بينه وبين الشنقيطي أي خلاف شخصي، «ولكن إذا تم التطاول على تاريخ المدينة من أي جهة فإني أدلي بما لديَّ من أدلة فقط ولا أتجاوز ذلك، لأن الهدف من ذلك نبيل، وعبارات شاكر في الطرح هي التي تثير الخلاف، ولو أنها لم تنشر في (الشرق) لما ألقيت لها بالاً».
تطاول ورد الفايدي على أحمد شاكر شهوان معتبراً أنه تطاول على مؤرخي المدينة، وفنَّد ذلك بقوله: «إيراده عبارة أن تجواله سهَّل عليه معرفة ما يريد معرفته من المواضع والمواقع؛ لأن المصادر وحدها لا تكفي بل قد تضلل، لذلك أصدر حكمه على مجموعة من المؤرخين حيث ذكر (أن عرَّام قد أخطأ، وأن ياقوت قد أخطأ، وأن مجد الدين قد أخطأ، وأن الحميري والسمهودي قد أخطآ، وكذا المراغي وغيرهم كثر؛ لأنهم وقعوا في خطأ واحد يتناقلونه، ثم أتى الباحثون المتأخرون ووقعوا في ذلك الخطأ) الله أكبر.. الله أكبر.. اكتشف مدير المتابعة بإمارة منطقة المدينةالمنورة أن جميع مؤرخي المدينة تقريباً قد أخطأوا… وأنا تنيضب الفايدي أقدِّم اعتذاري وأسفي لهذا التطاول على مقاماتكم يا مؤرخي المدينة قديماً وحديثاً». رسائل اعتذار ووجَّه حديثه للمؤرخين قائلاً «يا صاحب كتاب (أخبار المدينة) محمد بن الحسن بن زبالة، قد حددتَ شوران مع وادي مهزور، وهو معروف لدينا الآن من الجنوب الشرقي للمدينة إلى جنوبها تماماً، وهو المتعارف عليه، ولكن بعضهم يعتقد أنك اعتمدت على تحديد عرَّام، مع أنه أتى بعدك بأكثر من مائتي عام، وتاريخك يعتبر أقدم تاريخ للمدينة، وأذكر أن هناك باباً من أبواب ينبع يحمل اسمك (أي: باب ابن زبالة) عندما تعددت أبواب ينبع القديمة مثل الباب الكبير والباب الصغير وباب الجنائز والباب الجنوبي، ولعل ذلك تقديرٌ من أهلها لخدمتك تاريخ المدينة». ونادى الفايدي صاحب تاريخ المدينةالمنورة أبا زيد عمر بن شبة النميري البصري، بقوله «أقدِّم اعتذاري لك فقد ذكرت حقيقة موقع شوران، ولكن أتى من يذكر أنك أخطأت، علماً بأن ابن شبة وابن زبالة اعتمدا على الواقع الميداني في تحديد حرة شوران، أما عرام فقد أتى بعدهما بأكثر من مائتي عام وهو عرام السلمي من قبيلة سليم، قبيلة ضاربةٌ في التاريخ وفي المكان، ومكانها جبال الحجاز الذي ألف فيه عرام كتاباً ذكر فيه الجبال ومواقعها وما ينبت فيها من الميدان». اتفاق المؤرخين واعتذر الفايدي كذلك لعدد من الباحثين وهم صاحب كتاب «معجم البلدان» الشيخ الإمام شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي، قائلاً له: «قد تطاول على تاريخك أحد أبناء المدينة عام 1434ه وأقدم اعتذاري لك، وأعتذر كذلك لصاحب الدرَّة الثمينة في أخبار المدينة محمد بن محمود بن الحسن بن النجار، وجمال الدين محمد بن أحمد المطري صاحب كتاب (التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة)، الذي ذكر وادي مهزور وحدد موقعه، ووادي مهزور من محددات حرة شوران وجاء من يقول إنك قد أخطأت في تحديد حرة شوران، وأيضاً لصاحب كتاب (تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة) أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن يونس المراغي، وصاحب (المغانم المطابة في معالم طابة) مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، وشيخ المؤرخين صاحب كتاب (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى) صلى الله عليه وسلم، الشريف نور الدين علي بن عبدالله الحسني السمهودي، وصاحب كتاب (بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة المختار) أبي محمد عبدالله بن عبدالملك البكري القرطبي، وصاحب كتاب (عمدة الأخبار في مدينة المختار) المحقق العلامة الشيخ أحمد بن عبدالحميد العباسي المتوفى في القرن العاشر الهجري»، واعتذر الفايدي أيضاً للعلامة إبراهيم بن علي العياشي صاحب كتاب «المدينة بين الماضي والحاضر»، وقال له: «أعلم تماماً أنك قد سخرت (سيارتك) لحمل الإسمنت والحديد ثم تضع علامات لمواقع قد تأكدت منها، ومنها حرة شوران، تحديدك مع إيماننا بدقته إلا أن مدير إدارة المتابعة بإمارة منطقة المدينةالمنورة ينفي هذا التحديد». كما خاطب الباحث والمؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي زميله الشيخ غالي محمد الأمين الشنقيطي صاحب كتاب «الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين» صلى الله عليه وسلم، معتذراً منه لمن ألغى تحديده لحرة شوران، واعتذر أيضاً لصاحب كتاب «معجم معالم الحجاز» عاتق البلادي. معاناة التعليم ولفت الفايدي أن أحمد شاكر اعتمد على كبار السن حول المدينة، ولاسيما في تحديد الجبال والأودية، منوهاً بأن اعتماد شاكر على كبار السنِّ في جمع المعلومات لا يطمئن أي إنسان إلى تلك المعلومات، لأن الإدارة العامة للتعليم في المدينةالمنورة تقوم بحملات لمحو الأمية، ولا يلتحق بها أغلب كبار السن، وعانت إدارة التعليم معهم بعض المعاناة، مستدلاً بأن هؤلاء لا يفرِّقون بين التاء المفتوحة بسورة الفاتحة وهي الصحيحة في قوله تعالى «أنعمتَ» والتاء المضمومة كقول الشخص «أنعمتُ»، فأكثرهم يقول «أنعمتُ عليهم»، قائلاً: «ووقع هذا عشرات المرات معي شخصياً، وتسميتهم للجبال: هذا الجبل قتل به فلان، وذاك الجبل (مراح) غنم فلان؛ أي: مرابض غنم فلان، والجبل الآخر مكان خشبة (مكان للعسل) فلان، وعند مراجعة ما لديهم من حجج تجد أن بعض العبارات، وإن كانت لها قيمة اجتماعية، لكنها لا تملك صاحبها مثل عبارة: (من شفاها إلى مصب ماها)، ويقصد بذلك من قمة الجبل إلى الوادي أو عبارة (يملكها ما دامت التراب تراب والغراب غراب)، فهل هذه هي الثقافات وهل هذه أسماء تلك الجبال؟، وتقول إنك قد استقيت معلوماتك لتحديد معالم حرة شوران من أولئك؛ فهل يطمئن إنسان لشخص أمي في صحة اسم جبل أو وادٍ… أؤكد أن الاعتماد على ذلك يبعد الحقيقة والواقع عن صاحبها». أسلوب مضلل وفنَّد تنيضب ما ذكره شهوان في حديثه ل «الشرق» مؤخراً عن مجموعة من الجبال لا علاقة لها بحرة شوران أو جبل شوران مثل جبل ظلم «بالحناكية»، وغيره من الجبال التي تبعد مئات الكيلومترات عن شوران، كما ذكر طرق الحجاج وعلاماتها، مؤكداً أنه لا ارتباط بينها وبين حرة شوران، وتطرق إلى جميع أودية المدينةالمنورة، وتساءل «ما علاقة جميع أودية المدينةالمنورة بما فيها وادي إضم شمال المدينةالمنورةبحرة شوران التي تقع في الجنوب الشرقي للمدينة المنورة، إنه أسلوب مضلل ومغرر قد لا يقصده الكاتب ولكنه وقع فيه». طمس للمعالم وحول مطالبة شاكر لأمين المدينةالمنورة بالتأكد من موقع حرة شوران، علل الفايدي بقوله: «إذا ثبت أن ما يسمى مخطط شوران – حسب رأي أحمد – في غير موقعه الحقيقي فسيترتب على ذلك مغالطة كبيرة وعظيمة وطمس معالم وتاريخ حرة شوران كما ورد في خياله». وتابع: يظهر من التصريح الصادر منه إلى أمين المدينةالمنورة «بأن يتدارك الوضع بما يتعلق بالصكوك والوثائق المتعلقة بحرة شوران؛ لأن الأمانة بتلك الصكوك ارتكبت مغالطة عظيمة وطمست معالم وتاريخ حرة شوران، ولست أدري كيف اجترأ ووجَّه إلى أمين المدينة هذا التوجيه القوي، فكأن الدكتور خالد طاهر قد أُتِي به من جزر (الواق الواق)، ولم يكن ابناً من أبناء المدينة، ولم يكن والده أميناً للمدينة المنورة، وكأن تاريخ المدينةالمنورة يتعلق بخيال شخص واحد ولا توجد مراكز علمية في الجامعات، كما كأنه لا يوجد مركز لتاريخ وبحوث المدينةالمنورة ويرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي يؤكد دائماً أن أغلى ما في الوجود مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، لذا أصبح تاريخهما بين يديه ويشرف بنفسه شخصياً على ذلك التاريخ رغم مشاغله الجمة». خطط دراسية وزاد تنيضب بقوله: «هناك اجتماعات لعشرات العلماء الذين كلِّفوا بدراسة وتحقيق ما يتعلق بتاريخ أي جزء من أجزاء المدينةالمنورة ولاسيما عام اتخاذ المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية، ووضعت عدة برامج لتلك الدراسة، منها برامج تتعلق بدراسة مواضيع مختلفة من تاريخ المدينة، وتم وضع خطط لتلك الدراسات مثل خطط كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الجامعة الإسلامية، وكلِّف علماء من الداخل والخارج بتنفيذ تلك الخطط وعُيِّن لها زمن تُتَلقى فيه تلك الأبحاث، ورُصد لها مبالغ مكافآت لأولئك العلماء، كما عمدت كثيرٌ من الجامعات مثل جامعة أم القرى وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة طيبة وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودارة الملك عبدالعزيز، إلى وضع خطط لدراسة تاريخ المدينةالمنورة، فلو قدَّم شاكر بحثه عن طريق تلك الجامعات والكراسي وتمت مناقشته مناقشة علمية، لكان أفضل له وللحقيقة، لا أن تصدر عنه كلمات عامة ينشرها في وسائل الإعلام، وتعتبر مؤثرة في تغيير الواقع الميداني لانتشارها، مع أنها لا تعتمد على الحقيقة، حيث يقول ذلك حسب رأيه ويعتقد أن ذلك صحيح استناداً إلى ما يراه»، مشيراً إلى أن حماية تاريخ المدينةالمنورة لا يكون إلا عن طريق المراكز العلمية. صورة لما نشرته «الشرق» في عددها الصادر يوم 30 مارس الماضي