حصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تأييد أعضاء كبار في الكونجرس من بينهم جمهوريون لدعوته بتنفيذ ضربات محدودة في سوريا لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية ضد مدنيين. وأعلن زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أنهم توصلوا لاتفاق الثلاثاء على مسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية في سوريا مما يمهد الطريق إلى إجراء تصويت في اللجنة التي من المقرر أن تجتمع ليل أمس. مصداقية العالم على المحك وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ستوكهولم أمس أن «مصداقية» المجتمع الدولي على المحك بشأن سوريا وأنه «لا يمكن أن يبقى صامتا» بعد الهجوم باستخدام أسلحة كيميائية الذي يتهم النظام السوري بشنه الشهر الماضي على مناطق في ريف دمشق. وصرح أوباما في مؤتمر صحافي عقده في ستوكهولم مع رئيس الوزراء السويدي فريديريك ريفليدت «لقد ناقشت بالطبع العنف الفظيع الذي يعاني منه السوريون على أيدي نظام الأسد، الذي يتضمن اللجوء المرعب إلى الأسلحة الكيميائية قبل نحو أسبوعين». وأضاف الرئيس الأمريكي «رئيس الوزراء وأنا متفقان على أنه في مواجهة مثل هذه الهمجية لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتا». وقال أوباما الذي كان سبق وتكلم في أغسطس 2012 عن خط أحمر على النظام السوري ألا يتجاوزه عبر استخدام السلاح الكيميائي، إن «العالم أجمع» هو الذي وضع هذه الخطوط عبر اعتماد قرارات تحظر استخدام الأسلحة الكيميائية. وتابع «ليست مصداقيتي هي التي على المحك بل مصداقية المجتمع الدولي ومصداقية الولاياتالمتحدة والكونجرس». فرنسا تدعو لرحيل الأسد ودافع رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت أمس أمام البرلمان الفرنسي عن ضرورة القيام بعمل عسكري دولي ضد سوريا، داعيا في الوقت نفسه إلى رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة في إطار حل سياسي. وقال إيرولت خلال نقاش من دون تصويت حول الأزمة السورية في الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ، إن هجوم الحادي والعشرين من أغسطس قرب دمشق «يشكل أوسع استخدام للسلاح الكيميائي وأفظعه في مطلع هذا القرن». وأضاف «عدم الرد يعني تهديد السلام والأمن في المنطقة بأسرها» معتبرا أن باريس «تعتمد على دعم» الأوروبيين والجامعة العربية في حال حصول ضربات عسكرية. كاميرون يخشى هجوماً جديداً ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الولاياتالمتحدة إلى التحرك ضد النظام السوري مبديا تخوفه من «هجمات جديدة بالأسلحة الكيميائية يشنها النظام» السوري إذا لم يكن هناك رد فعل. وقال كاميرون أمام البرلمان إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما «وضع خطا أحمر شديد الوضوح هو أنه في حال هجوم واسع النطاق بالأسلحة الكيميائية يجب القيام بشيء ما». وأضاف «اليوم نعلم أن النظام (السوري) استخدم أسلحة كيميائية 14 مرة على الأقل في الماضي». وحذر قائلا «لأنه في هذه الحال قد نرى في المقابل هجمات أخرى بالأسلحة الكيميائية يشنها النظام». الدنمارك حليف لأمريكا وقالت رئيسة وزراء الدنمارك هيله شميدت إن بلادها عرضت على الولاياتالمتحدة تقديم الدعم الدبلوماسي لعمل عسكري أمريكي في سوريا قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السويد. وقالت شميدت لوكالة أنباء ريتزاو الدنماركية «سنبلغ الأمريكيين أن لهم حليفا وثيقا جدا هنا يمكنهم الاعتماد عليه». تركيا ستشارك في الضربة وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجددا أمس أن بلاده ستشارك في أي تحالف دولي ضد سوريا لكنه لم يذكر ما إذا كان هذا يشمل العمل العسكري.