وعد وزير الخارجيَّة الألماني غيدو فسترفيليه بمنح تونس تقنيات مُتطوِّرة لنزع ألغام تقليدية زرعها مسلحون بجبل الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية. وقال رئيس الديلوماسية الألمانية: إن بلاده مستعدة لرفع نسق التعاون من أجل رفع مستوى الأمن في تونس. واختتم فستر فيليه أمس زيارة لتونس استغرقت يومين أمضاهما في سلسلة من المشاورات مع مختلف الفرقاء السياسيين في مسعى لإيجاد حلٍّ للأزمة السياسيَّة التي تعصف بالبلاد منذ ثلاثة أسابيع كاملة ويأمل وزير الخارجيَّة الألمانية أن تكلّل وساطته بالنجاح حتَّى يعمّ الاستقرار في تونس منطلق الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي. وفي هذا الإطار دعا فستر فيليه حركة النهضة وأحزاب المعارضة إلى الاستعداد لقبول بحلول الوسط لإنهاء الأزمة السياسيَّة التي تشهدها البلاد. وتأتي الزيارة الرابعة لوزير الخارجيَّة الألماني إلى تونس منذ اندلاع الثورة 2011. هذا ولاتزال المشاورات جارية بين أحزاب الترويكا من جهة والأحزاب السياسيَّة الأخرى والمنظمات الكبرى كاتحاد الشغل ومنظمة الأعراف وعدد من الشخصيات الوطنيَّة من أجل التَّوصُّل إلى حلٍّ توافقيٍّ يجنب البلاد الدخول في حالة فراغ دستوري سوف يكون الخروج منه صعبًا. كما تجري مباحثات ثنائية وأخرى جامعة لِكُلِّ الأطياف السياسيَّة من أجل أثناء رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر عن قراره بتعليق أعمال المجلس منذ نحو أسبوع، حيث أعلن الأمين العام لاتحاد الشغل الحسين العباسي بعد لقائه بن جعفر بأن الاتحاد ليس وسيطًا بل صاحب مبادرة لإنهاء الأزمة. وكان أكثر من ثلثي أعضاء المجلس التأسيسي عقدوا اجتماعًا أكَّدوا خلاله ضرورة تشكيل تنسيقية لحماية الفترة الانتقالية داعين المجلس إلى العودة إلى العمل ومهدِّدين بن جعفر باللجوء إلى المحكومة الإدارية لإبطال قراره غير القانوني بتعليق أعمال المجلس إلى حين استكمال الحوار السياسي. وعدّ النوَّاب المجتمعون أن زملاءهم المنسحبين من المجلس والمطالبين بحلّ الحكومة والمجلس سيحاسبهم الشعب لأنهم تخلوا عن واجبهم تجاهه بلدهم تونس. من جهته يعمل مصطفى بن جعفر من خلال اجرائه مشاورات مع كل الفاعلين السياسيين من أجل إقناع كل الأطراف برجاحة قراره تعليق أعمال المجلس على خلفية انسحاب عشرات النوَّاب الذين التحقوا باعتصام الرحيل أمام مقر المجلس للمطالبة بحله وإسقاط الحكومة للأسبوع الثالث على التوالي. ميدانيًّا أكَّد مقتل حوالي 40 إرهابيًّا بعد حصول انهيار وانقسام في صفوف المجموعات الإرهابيَّة التي كانت متحصنة بجبل الشعانبي، ثمَّ اضطرها القصف العسكري الكثيف على مخابئها إلى اللجوء إلى الجبال المتاخمة هناك حيث اصطدمت بالجيش. وتُعدُّ نجاح العملية العسكريَّة أعطى دفعًا إيجابيًّا للجيش الذين استمرَّ في قصفه للأماكن التي دل عليها الإرهابيون الذين ألقي عليهم القبض أو الذين سلَّموا أنفسهم للأمن. وكانت العناصر التي تَمَّ إلقاء القبض عليها، حذّرت الآمنيين من إمكانية ردَّة فعل عنيفة من طرف كتيبة عقبة ابن نافع مما رفع من حالة التأهب والحيطة إلى درجة كبيرة.