خيبت قلة الحضور في أولى فعاليات «الملتقى الثقافي»، في النادي الأدبي بالرياض، آمال المشرف على الملتقى، الدكتور سعد البازعي إذ لم يتجاوز عدد الحضور عشرة أشخاص، ولم يحضره أحد من منسوبي النادي، رغم وجودهم في المقر، كما لم يتجاوب النادي مع الملتقى بتفعيل خدمة الرسائل لدعوة رواده لحضور الملتقى، كما هي عادته لمحاضراته وندواته. وقال البازعي، ل «الشرق»، إن اللقاءين المقبلين سيكشفان مدى حرص الحضور واستمرار الملتقى. وبيَّن أنه لم يطلب من النادي أن يفعّل خدمة الرسائل لتوجيه الدعوة، كون النادي حريصاً على ذلك. وكان البازعي قد استهل الملتقى بقوله إن الأندية الأدبية تفتقر للحوار، والصالونات الأدبية أخذت الجمهور، لكنها ظلت بين متحدث ضيف ومستمعين، وليس هناك نادٍ أدبي يقدم ما سنقدمه في الملتقى الثقافي في حوار مفتوح لقضايا أدبية وثقافية، مشيراً إلى أن الهدف ليس الحضور، بل الحوار واللقاء كي «نستمع لبعضنا»، وتتولد أفكار وأطروحات. وطرح البازعي في الملتقى الأول قضية عن «غياب نظرية نقدية عربية»، موضحاً أن السؤال يتكرر عن وضع الثقافة العربية، التي يشكل النقد جزءاً منها، وأن هناك مَنْ يقول إن السؤال غير مشروع. وقال: نحن جزء من الحضارة الإنسانية، وآخرون يرون أن الثقافة مفتوحة، لا لون لها ولا طعم ولا وطن، ومشكلتنا في العالم العربي اعتمادنا على المترجم، وكثير من الأعمال المترجمة لا يعتمد عليها. وأضاف: ليس لدينا مفكرون، لا سعوديون ولا عرب، وأن إبراهيم البليهي ليس مفكراً، مشيراً إلى أنه كاتب وليس لديه إلا أطروحة واحدة. وأوضح أن الغرب متقدم ونحن متخلفون، وآخر المفكرين العرب هو ابن خلدون، «وهنا السؤال: لماذا لم ينطلق حتى الآن ناقد عربي واحد من البلاد العربية ليشارك في صياغة هذا الاتجاه الأخير بوصفه الأقرب إلى التميز غير الأوروبي؟»، لافتاً إلى أن هناك بعض الإسهامات الجادة، لكنها لا ترقى إلى ما نجد لدى بعض مَنْ ذكرت الغرب. وبيَّن أن الفلسطيني إدوارد سعيد ليس معنياً بالأدب العربي، ومتخصص بالثقافات الأوروبية على مستوى النقد الأدبي، مشيراً إلى أنه يحلل النظريات النقدية، التي تتغير تبعاً لمتغيرات البيئة الثقافية. وتابع: نجد ناقداً مثل الأمريكي هلس ملر، يؤكد أن النظرية غير قابلة للانتقال من ثقافة إلى أخرى إلا إذا مرت بتغيير جوهري، أي أنها لا تنتقل كما هي، وإنما بصورة مغايرة لما كانت عليه في مكان نشوئها أو بيئتها الأصلية. واتهم البازعي في حديثه، النقاد العرب باستقبال النظريات الغربية بشكل سلبي، وأنهم طبقوها على الأعمال، ولم يحدثوا بالنظريات تطويراً، ولم يؤثر فيها كما فعل المجري لوكاش الذي طور نظرية تساعد على فهم الأدب، لافتاً إلى أن طه حسين أخذ نظرية الشك لدى ديكارات كمنطلق وطبقها على الشعر الجاهلي تطبيقاً سطحياً، ولم يحاول أن يعيد النظر في النظرية.