يحبس العراق أنفاسه، في انتظار الضربة الأميركية لسورية، فيما تنقسم مواقف المسؤولين والمواطنين بين مؤيد ومعارض للهجوم المتوقع. في مقابل رفض رسمي قاطع لأي نوع من التدخل العسكري في سورية ورفض معظم الأحزاب الشيعية الفاعلة، هناك أطراف كردية وسنية مؤيدة لإطاحة النظام. وكانت جماعة شيعية مسلحة أطلقت على نفسها اسم «النجباء» هددت بضرب المصالح الأميركية في العراق والمنطقة إذا نفذت الولاياتالمتحدة ضرب سورية. ونقلت وكالة «رويترز» عن ناطق باسم الجماعة قوله انها «تضم مسلحين سبق وقاتلوا في سورية والعراق ينتمون الى «عصائب أهل الحق» و»كتائب حزب الله /العراق» وجماعات أخرى. وكرر رئيس الحكومة نوري المالكي أكثر من مرة رفضه أي تحرك عسكري ضد سورية، وأعلن حالة الاستنفار القصوى، تحسباً للتداعيات. إلى ذلك، أصدرت القوى الشيعية السياسية الرئيسية بيانات ترفض الضربة، محذرة من تداعياتها على الأمن العراقي، ومن احتمال تدفق المقاتلين عبر الحدود. وشدد النائب عن «التحالف الوطني» سلمان الموسوي على ان «اي ضربة عسكرية لسورية ستؤدي الى خلط الأوراق في المنطقة وتبعث بها الى المجهول»، وقال في تصريح الى «الحياة» ان «الولاياتالمتحدة والدول الغربية ترتكب خطأً فادحاً في وقت تشهد المنطقة صراعاً طائفياً ومذهبياً». ورفض الموسوي اعتبار موقف العراق مخالفاً للإجماع العربي وأوضح ان «بغداد لم تغير موقفها منذ بداية الأزمة، وإذا كان لبعض الدول، مثل ايران وروسيا والصين، الموقف ذاته فهذا لا يعني ان العراق منخرط في محور ضد محور آخر». لكن بيانات صدرت عن كتل «متحدون» و»العراقية» المدعومة من السنة بدت مؤيدة للخيار العسكري في سورية. وقد استبعد النائب عن «متحدون» خالد العلواني ان «يؤثر اي هجوم بشكل سلبي في العراق»، وقال ان «بقاء الأوضاع في سورية على ما هي عليه تساهم في انهيار الوضع الأمني عندنا». واتهم الحكومة بإيجاد «تبريرات لشرعنة دعمها نظام الأسد». أما الأكراد فيرون أن الموقف الرسمي «لا ينسجم مع الإجماع العربي والدولي»، وقال النائب عن «التحالف الكردستاني» مهدي حاجي في اتصال مع «الحياة» ان «كتلته تدعو الحكومة الى الالتحاق بهذا الإجماع لتوجيه ضربة الى نظام الرئيس السوري». وأضاف: «ليس من مصلحة العراق اتخاذ مواقف مخالفة لمحيطه العربي ولحلفائه في العالم، على رغم قناعتنا ان اي عمل عسكري غربي ضد سورية سينعكس سلباً على العراق». ويخشى العراق من أن يؤدي ضرب سورية إلى فوضى تنتقل تفاعلاتها إلى الأنبار والمحافظات الأخرى المناهضة للحكومة. ولديه مخاوف من أن تتأثر صادراته النفطية إذا تطورت الأحداث الى ابعد من المواجهة مع سورية وامتدت الى الخليج العربي، او اشتركت ايران فيها. وواجهت الحكومة العراقية امس تظاهرات شعبية في 12 محافظة للمطالبة بإلغاء رواتب تقاعد البرلمانيين والرؤساء وكبار موظفي الدولة. من جهة ثانية فجر انتحاري نفسه مساء أمس في الرمادي ما اسفر عن مقتل عقيد في الشرطة واربعة من رجاله كانوا يقومون بدورية راجلة، وفق ما افادت مصادر في الشرطة واخرى طبية. واصيب ثمانية اشخاص في الهجوم بينهم ثلاثة شرطيين وفق الضابط في الشرطة علي العميري وطبيب في مستشفى المدينة. وكانت مصادر امنية وطبية اعلنت في وقت سابق مقتل خمسة اشخاص على الاقل واصابة اخر، في هجوم استهدف مصلين كانوا يغادرون مسجدا في شرق بغداد. واوضح مصدر في وزارة الداخلية ان «مسلحين مجهولين هاجموا مصلين كانوا يغادرون مسجدا في منطقة تل محمد في بغداد الجديدة (شرق)، باسلحة كاتمة للصوت، ما اسفر عن مقتل خمسة واصابة اخر بجروح». واوضح ان الهجوم وقع عند الفجر، فيما تمكن المهاجمون من الفرار. الى ذلك، قتل احد عناصر الصحوات واصيب اربعة من رفاقه بانفجار عبوة ناسفة في طرماية على بعد 45 كلم شمال بغداد، بحسب مصادر امنية وطبية. وقتلت ايضا امرأتان واصيب رجلان بانفجار قنبلة في الدجيل على بعد 60 كلم شمال بغداد.