غادر خبراء الأسلحة التابعون للأمم المتحدة سوريا اليوم السبت بعد التحقيق في هجوم بالغاز السام قتل مئات المدنيين، وقالت الولاياتالمتحدة إنها تخطط لرد محدود لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على الهجوم الوحشي والصارخ. وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما إن الولاياتالمتحدة التي لها خمس مدمرات مزودة بصواريخ كروز في المنطقة تخطط لعمل عسكري "ضيق ومحدود" لن يشمل قوات برية على الأرض أو مهمة مفتوحة. وفي علامة على أن الولاياتالمتحدة ربما تستعد لعمل قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيري تحدث أمس الجمعة إلى وزراء خارجية الدول الأوروبية والخليجية الرئيسية والأمين العام للجامعة العربية. وقال شاهد من رويترز إن فريق خبراء الأسلحة التابع للأمم المتحدة وصل إلى مطار بيروت الدولي اليوم السبت بعد عبور الحدود البرية من سوريا إلى لبنان في وقت سابق اليوم. وزار الفريق المكون من 20 شخصاً بينهم خبراء في حظر انتشار الأسلحة الكيماوية مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ضاحية الغوطة دمشق ثلاث مرات وأخذوا عينات دماء وأنسجة من الضحايا. كما أخذوا عينات من التربة والملابس وشظايا الصواريخ. وسترسل العينات إلى مختبرات في أوروبا وعلى الأرجح إلى السويد وفنلندا لتحليلها. ويقوم خبراء الأممالمتحدة باختبار العينات بحثا عن غاز السارين وغاز الخردل ومواد سامة أخرى. ويهدف التحليل إلى إثبات ما إذا كان هجوم كيماوي قد وقع لا أن يحدد الجانب المسؤول عن الهجوم الذي وقع يوم 21 أغسطس أب على ضاحية بدمشق. وقال دبلوماسيون إن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أبلغ الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأن النتائج النهائية قد لا تصبح جاهزة قبل أسبوعين. ونشرت الولاياتالمتحدة تقريرها غير السري الذي أعدته المخابرات بشأن الهجوم الذي قال كيري انه قتل 1429 مدنيا سوريا وأنه من الواضح أن من قام به هو قوات الأسد. وقال كيري "إذا اخترنا أن نعيش في العالم حيث أمكن "لبلطجي وقاتل مثل بشار الأسد أن يقتل الآلاف من أفراد شعبه بالغاز دون أن ينال عقابه" فإن ذلك قد يقدم مثالاً سيئاً لآخرين يحذون حذوه مثل إيران وحزب الله وكوريا الشمالية. وتلقي سوريا باللوم في الهجوم على معارضين يقاتلون للإطاحة بالأسد. وتقول روسيا الحليف الرئيسي لسوريا إن أي هجوم على سوريا سيكون غير قانوني ويزيد من اشتعال الحرب الأهلية هناك. ونفت وزارة الخارجية السورية أن الحكومة استخدمت أسلحة كيماوية ضد شعبها. وقالت الوزارة إن اتهامات كيري "محاولة يائسة" لتبرير ضربة عسكرية. وكان توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا يعد أمرا غير مرجح أثناء وجود خبراء الأممالمتحدة هناك لكن حتى بعد رحيلهم فان التوقيت الدقيق مازال غير مؤكد. وقال متحدث باسم السناتور ميتش ماكونيل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ إن البيت الأبيض سيطلع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بشأن سوريا في مؤتمر عن طريق الهاتف اليوم السبت بناء على طلب من ماكونيل. وفي تعليقات للصحفيين في البيت الأبيض امس الجمعة لم يحدد أوباما توقيتاً زمنياً للعمل العسكري. وقال "لا يمكننا لن نقبل عالما يقتل فيه النساء والأطفال والمدنيون الأبرياء بالغاز على نطاق مرعب." وفي سوريا نفسها استعد ناشطون وسكان في دمشق والمناطق المحيطة بها للضربة العسكرية. وقال معارضون انهم يستعدون لضربة. وقال مصدر للمعارضة باستخدام سكايب طلب عدم نشر اسمه "أننا جميعاً ننتظر المجهول الآن وننتظر سماع نبأ عن التوقيت." وأضاف "المعارضون يحاولون إعداد خطة للاستفادة من أي ضربة لكن هذا أمر صعب لأننا لا نعرف متى أو أين أو كيف ستكون الضربة." بيروت | رويترز