أنهى الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي الأربعاء اجتماعاً ناقشوا فيه مسودة قرار تقدمت به بريطانيا يفتح الباب للجوء إلى القوة ضد النظام السوري المتهم باستخدام سلاح كيماوي ضد مواطنيه في ريف دمشق الأسبوع الماضي، من دون أن يتوصلوا إلى اتفاق. في هذا الوقت، أعلن حلف شمال الأطلسي أن استخدام أسلحة كيماوية أمر "غير مقبول" و"لا يمكن أن يمر بلا رد"، فيما ذكر دبلوماسي أن تدخل الأطلسي في سوريا ليس مطروحاً. وبدت بريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا على وشك توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري رداً على تجاوزه، بحسب ما تتهمه، "الخط الأحمر" المتمثل باستخدام السلاح الكيماوي في 21 آب/أغسطس، ما تسبب بمقتل مئات الأشخاص. وأجرى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي محادثات في مقر الأممالمتحدة لمناقشة مشروع قرار "يسمح بكل الإجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع في الأممالمتحدة لحماية المدنيين من الأسلحة الكيماوية" في سوريا. ويجيز الفصل السابع استخدام القوة. وغادر سفيرا روسيا والصين، حليفتي دمشق، الجلسة المغلقة بعد نحو 75 دقيقة من بدئها. وأعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن المشاورات لم تصل إلى نتيجة بسبب "تعنت" روسيا. وتابعت "ستواصل الولاياتالمتحدة مشاوراتها وستتخذ خطوات ملائمة للرد في الأيام المقبلة"، لافتة إلى أن الرد "لا يمكن أن يتأخر" بسبب خطورة الوضع. ودعت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 عضواً الأربعاء، إلى اتخاذ "إجراء حاسم" حيال الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا، محملة النظام السوري مسؤولية الهجوم. وأكد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن أي ضربةٍ عسكرية تستدعي بموجب القانون الدولي "ضوءاً أخضر" من مجلس الأمن. وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الأربعاء إن "سوريا (…) ستفاجىء المعتدين كما فاجأتهم في حرب تشرين/أكتوبر (ضد إسرائيل في العام 1973)، وستكون مقبرة للغزاة ولن ترهبها تهديداتهم الاستعمارية بفضل إرادة وتصميم شعبها الذي لا يرضى الذل والهوان". وأضاف أمام عدد من أعضاء مجلس الشعب، بحسب ما نقل عنه الإعلام الرسمي السوري، "أن الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة تلفق سيناريوهات كاذبة وتعد ذرائع واهية للتدخل العسكري في سوريا نتيجة فشلها وأدواتها الإرهابية". أ ف ب | نيويورك