صديقتي: أنا أختنق فِي ظِل الكِتابة إليك، وكأنني ما كتبتُ لكِ يوماً أو سطرّت أحرفي، وتظلمني الأحرف، تظلمني كثيراً، هل علِمتِ بِموتكِ لتتفقي والزمن عليّ؟ أخبريني كيف أمكنتكِ الذاكرة؟ كيف لم تنسيني وأنتِ التي تحترق وجعاً وتنزف ألماً وتتوه عُمياً؟ كيف تمكّنتِ من قولها يا سارا!، وأنتِ التي تعلمين أنّ رحيلك هدّ كُلّ جِبال القوة التي أنشأتها داخلي، هدّها وربكِ يا سارا، كيف استطعتِ نطقها بعد أن طلبتِ منه تسريح شعركِ لأنكِ عاجِزة بِسبب إبرة المغذي التي تسكنُّ كفكِ الصغير، كفكِ الذي أعشق تقبيله: (بربك.. لو متُّ أنا، أقصص شعري هذا وأرسله إلى خاتون!)، ماذا لو فعلها؟ ووصلَ إليّ وشممته؟ هل سأبقى حيّة بعدها يا سارا؟ سارا: أنا لستُ بِحاجة أي قواميس أو معاجم لأكتبكِ، أو دموع لأبكيكِ ولأنكِ آية مِن آيات هذا العشق فيّ/ فأنتِ تَكتُبينَ ذاتكِ وتُكتبين بِخشوع، سأكتبكِ بِخنوع، سأكتبُكِ دون دَمع هذهِ المرّة، يا الله! هل أحتاج كذبة كهذهِ لأكون بِخير بعدكِ؟ هل أنا بِحاجة حميم مِن أكذوبات صغيرة كانت أم كبيرة لأحتمي وذكراكِ تحتَ لِحاف الفقد؟ أحبكِ إمّا أن تعودي أو خذيني!