اشتبك البرلمانيان العراقيان كاظم الصيادي «عن التحالف الوطني» وحيدر الملا «عن القائمة العراقية» بالأيدي خلال جلسة البرلمان أمس بعد مطالبة الملا برفع صور الخميني «قائد الثورة الإسلامية في إيران» وعلي خامنئي «المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية» من شوارع العاصمة بغداد. وعلى إثر هذا العراك، طالب رئيس التحالف الوطني، إبراهيم الجعفري، النائب الملا بتقديم اعتذار ل «عموم المسلمين بخصوص تصريحاته الأخيرة التي تمس المرجعيات الدينية»، داعياً رئاسة البرلمان إلى التحقيق معه ليكون «عبرة لمن يحاول المساس بالمرجعيات». وقال الجعفري، في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان بحضور أعضاء التحالف الوطني، إن «حيدر الملا يبدو أنه عندما تناول مراجع المسلمين بطريقة غير مقبولة، كان يجهل أو يتجاهل مكانتهم في التاريخ وامتدادهم وعدد أتباعهم في عموم العالم الإسلامي، وأنهم بهذا الامتداد يخرجون عن نطاق جنسيتهم». واعتبر أنه «ليس خافياً عليكم ما مر بالعراق من أحداث وفتن كان للمرجعية الموقف الحاسم في وقفها، وكان على الملا أن يقدر هذه المواقف»، مشيراً إلى أنه «موقف لا يمثل القائمة العراقية ولا أي كتلة برلمانية ولا السنة، وإنما يمثل موقفه الشخصي». وكانت عدة جهات سياسية عراقية اعتبرت مطالبة النائب حيدر الملا برفع صور الخميني وخامنئي نوعاً من الكيل بمكيالين؛ لأن تظاهرات ساحة اعتصام الأنبار ضد الحكومة ترفع صور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. في السياق نفسه، انتقد الأمين العام لائتلاف «أبناء العراق الغيارى»، عباس المحمداوي، تصريحات الملا التي دعا فيها رئيس الحكومة، نوري المالكي، إلى الاعتذار للشعب العراقي عن تعليق صور الخميني وخامنئي في الشوارع العراقية باعتبار أن ذلك يمس السيادة العراقية. وكان الملا قال في مؤتمر صحفي إن «المالكي تكلم عن قلقه من نمو الإرهاب دون أن يقدم رؤية عن كيفية حماية البلاد من مخاطر الإرهاب الإقليمي أو الإرهاب الدولي»، لافتاً إلى أنه «لو كان حريصاً على حماية العراقيين لقام بتجسير العلاقة مع دول الجوار بما يشكل منظومة دفاع إقليمية ضد الإرهاب في العراق والمنطقة، لا من خلال معاداة كل دول الجوار وجلب صور شخصيات غير عراقية وتعليقها في شوارع بغداد». ورد عليه المحمداوي بقوله إن «النائب الملا اعترض على تعليق صور الخميني والخامنئي في بعض الأماكن في بغداد رغم أنها عُلِّقَت بشكل محدود في يوم القدس العالمي، وهو بهذه التصريحات يكيل بمكيالين، فلماذا لم يعترض على رفع البعض صور رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان الذي سفك دماء العراقيين من شيعةٍ وسنةٍ وغيرهم»، حسب بيانٍ صدر عنه. بدوره، طالب النائب عن كتلة الأحرار، عدي عواد، المعترضين على رفع صور خميني وخامنئي في الشوارع، برفع الفساد الإداري والمالي عن البلاد، ورأى في بيان صحفي أن «الهدف من هذا الكلام إشغال العراقيين في أمور بعيدة عن واقع حياة المواطن اليومية». واعتبر أن «رفع صور الخميني والخامنئي لا يعني بالضرورة الموالاة لدول إقليمية»، مبيِّناً أن التاريخ الإسلامي للعراق يمتد إلى مئات السنين في «تقليد رجال الدين بعيداً عن جنسياتهم وقومياتهم».