في تونس تسعى حركة النهضة منذ نشأتها إلى تمييز نفسها ولو بالشكل عن جماعة الإخوان المسلمين. وقد أثبتت بالفعل أنها مختلفة، منذ أول قرار اتخذته بعد فوزها في الانتخابات وهو وضع رئيس للدولة من خارج حزب النهضة وهو المنصف المرزوقي. خطابها السياسي كان عاما وسعيها لوضع دستور للبلاد كان متأنيا وحريصا على مشاركة الجميع. ويبدو أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي قد استفاد فعلا من التجربة التركية عندما بقي عدة سنوات مستشارا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. اليوم نستطيع أن نقول: إن طبخة الدستور قد تأخرت ولكنها على نار هادئة. البلاد تواجه بالفعل إرهابا منظما لم يكن لحركة النهضة يد فيه أو على الأقل لم يثبت ذلك، فلماذا تسعى بعض القوى السياسية تلبيس حركة النهضة الطربوش الإرهابي واتهامها بالتحريض وخلق الجو المآتي وما إلى هنالك. حركة النهضة تستحق أن تستكمل تجربتها في تونس فهي لم ترتكب أي حماقات كبرى بعد، كما حصل مع الإخوان المسلمين في مصر. لم تفرض دستورا كما حصل في مصر ولم تتدخل في القضاء ولا في الجيش ولا في الأزهر ولا في تعيين محافظين موالين ولم تحتكر الوظائف العامة كما حصل في مصر. حركة النهضة أقرب إلى التجربة التركية وجماعة الإخوان في مصر أقرب إلى تجربة حماس في غزة وشتان بين التجربتين وإن كانتا تحت قبة الإسلام السياسي.