أوضح وكيل كلية التربية في جامعة المجمعة جبر الفحام، أن الدبلوماسي والشاعر الراحل محمد الفهد العيسى، يعد من شعراء الحجاز وليس من شعراء القصيم، من حيث مولده ونشأته، مستدلاً على ذلك بتجربته الشعرية. واستعرض الفحام في محاضرة أقامها النادي الأدبي بالرياض في مقره، مساء أمس الأول، جوانب من حياة وسيرة العيسى، الذي غيبه الموت نهاية شهر رمضان الماضي. وتطرق الفحام في المحاضرة، التي أدارها عضو مجلس إدارة النادي، رئيس لجنة الشعر، عبدالله الحميد، إلى جدية العيسى ومثابرته، التي انعكست على فنه الإبداعي الشعري، رغم اتصافه بلين الجانب وحسن الطبع، ووفائه لكل مَنْ عرفه، سواء في مجال العمل أوفي الجانب الإبداعي، متخذاً من ديوانيه الأولين «ليديا» و«على مشارف الطريق» منطلقاً للحديث عن تجربته الشعرية، التي غلب عليها الوجدانيات في هذين الديوانين. كما تحدث عن تجربة العيسى في الكتابة الصحفية، التي تمثلت في كتابة المقالة وكتابة القصة، إلى جانب ما كتبه من قصائد عامية، ونشرها في عدة صحف محلية، بأسماء مستعارة كان منها: «الفهد التائه»، «سليم ناجي»، «الحطيئة»، و«بدوي الدهناء»، واصفاً ما نشره ب «الغزير»، الذي يتطلب جهداً من قبل الناقد في جمعه، ومن ثم دراسته دراسات نقدية، عطفاً على ما تضمه من تنوع أدبي بين السرد والشعر والمقالة. وقسَّم الفحام تجربة العيسى الشعرية إلى مرحلتين، وذكر أن بدايته الشعرية نشرها وعمره 14 سنة، واكتشف موهبته الشعرية صالح الحيدري في المدينةالمنورة، وشجعه محمد الشنقيطي على النشر ودرّسه الأوزان الشعرية. وحول أبرز السمات الشعرية، التي تميز بها شعر العيسى في المرحلة الثانية، بيَّن الفحام أنها تميزت بالجرأة في تناول المواضيع التي يطرحها في قصائده، والتجديد في الموسيقى الشعرية، واصفاً القصيدة لدى العيسى في هذه المرحلة بأنها تمثل «النضج والإبداع»، التي تخلص فيها من تقليد شعراء الاتجاه الرومانسي، مكتسباً بسبب ذلك مزيداً من التجديد، جامعاً بين الأصالة والتجديد، والوضوح الفلسفي ليصل لمرحلة تملي القصيدة موضوعها عليها. ثم تطرق إلى مناقب الفقيد ومسيرته الشعرية وحياته العملية كدبلوماسي والسنين التي قضاها ما بين المناطق والدول المجاورة من خلال عمله، مشيراً إلى الإسهامات الكبيرة التي قدمها بخبرته الشعرية وخبراته العملية. وفي الفترة المخصصة للمداخلات طالب الدكتور محمد الربيع أسرة الشاعر بأن تعمل على إخراج الأعمال الشعرية الكاملة، حتى يأخذ العيسى حقه من الدراسات النقدية المنصفة لإنجازه. وجاء الرد من عدنان العيسى (نجل الراحل)، بأن الأسرة عازمة على إصدار الأعمال الشعرية الكاملة له. وقال عبدالله الشهيل: إن العيسى من رموز السياسيين والشعراء في المملكة، وإنه كان جريئاً، لافتاً إلى أنه لم يبلغ في كتاباته التاريخية، ما بلغه بالشعر، موضحاً أنه قدم كثيراً سياسياً وشعرياً. أما الدكتورة منيرة العلولا، وهي من أقارب العيسى، فتطرقت إلى علاقاته الأسرية، واصفة إياها ب «الممتازة»، كما تحدثت عن علاقته الحميمة بزوجته أم عبدالوهاب طوال سبعين عاماً، مشيرة إلى أنه كان يعتمد عليها في أمور تيسير بيته. وتداخلت الدكتورة إيمان العيسى (ابنة الراحل)، وتحدثت عن والدها وعن حياته معها، موضحة أنها كانت تتابع والدها عندما كان خارج الوظيفة مدة خمس سنوات، حيث كان يقضي معظم وقته يقرأ ويستقبل أصدقاءه من شعراء وأدباء ومثقفين وإعلاميين، ومنهم: حمد الجاسر، الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، عبدالعزيز الهزاع، خلف عاشور، أيوب طه، ومحمد صالح العيسى، مختتمة بأنها بصدد إعداد كتاب عن والدها.