حوّل مجموعة من الشباب وكبار السن محل بيع الدجاج واللحوم الطازجة في قرية التوبي في محافظة القطيف إلى منتدى يناقشون فيه القضايا الاجتماعية المختلفة في كل ليلة من ليالي الأسبوع، مستغلين مساحة المحل الكبيرة نوعاً ما، لوضع طاولة وكراسي في وسط المحل، والدخول في نقاشاتهم. وتبدأ جلساتهم من الثامنة مساء وحتى العاشرة والنصف ليلاً، وتمتد أحياناً ساعتين إضافيتين في ليلتي الخميس والجمعة، يتناولون فيها أكواب الشاي والقهوة السوداء. وتنحصر النقاشات حول الموضوعات الثقافية والاجتماعية، والقصص التراثية والتاريخية أحياناً؛ بسبب تنوع ثقافات وأفكار المرتادين إلى المكان، بحسب مصطفى الشاخوري (47 عاماً)، وأضاف «مدة جلساتنا تعتمد على ظروف وعمل كل الأشخاص الذين يترددون على المكان، فالبعض يمكنه الحضور كل ليلة، فيما تمنع ظروف العمل والعائلة البعض الآخر، ويصل عدد الجالسين في بعض الليالي إلى خمسة أفراد، ويزداد العدد إلى عشرة في نهاية الأسبوع». ويؤكد الشاخوري أنه يستمتع بالجلوس والنقاش الذي لا ينتهي أحياناً في الليلة نفسها، وتستكمل حلقاته في ليالٍ أُخر، «إلا أنني أغادر المكان إذا تحول النقاش إلى جدال عديم الفائدة؛ لأننا نجلس بغرض الفائدة، والالتقاء بالناس المرتادين على المحل للشراء». ولا تمنع رائحة الدجاج واللحوم الخفيفة نوعاً ما هلال الموسى (62 عاماً) من الجلوس والاستماع للنقاشات، التي يصفها بالممتعة أحياناً، مضيفاً أنه يرتاد المحل لشراء الدجاج واللحوم الطازجة بشكل شبه يومي، وبدلاً من أن يعود لمنزله، ويتناول وجبة العشاء مع زوجته التي تنتظره، يجلس ما لا يقل عن ساعتين في المحل، ويتناول فيها وجبة العشاء التي يحضرها بعض المرتادين للجلوس. ويؤكد مالك المحل، جاسم سعيد، (أربعون عاماً) أن المكان اكتسب شعبية كبيرة بين الأهالي، رغم قصر مدة افتتاحه التي لا تتجاوز الشهرين؛ بسبب الحضور الدائم والمستمر لبعض الشخصيات المثقفة والشعبية من كبار السن، وجلوسها في المحل، رغم وجود أماكن أخرى يمكن ارتيادها والجلوس فيها، مثل نادي التوبي أو المجالس الخاصة.