وصل وزير الخارجية في الحكومة المصرية المؤقتة، نبيل فهمي، أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم في أولى محطاته الخارجية، في الوقت نفسه قال متحدث باسم المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم إن بلاده ستعترف بالحكومة المؤقتة في القاهرة. وأكد نبيل فهمي حرص الحكومة المؤقتة على أن تكون الخرطوم أولى محطاته في جولاته الخارجية في إشارة إلى خصوصية العلاقة بين الخرطوموالقاهرة. وتأتي زيارة فهمي إلى السودان بعد تأجيل جولته إلى عددٍ من الدول العربية إلى وقتٍ لاحق. وذكر الوزير المصري أنه أجرى محادثات هاتفية مع أكثر من أربعين من نظرائه في العالم بشأن التطورات في بلاده، وأوضح أن جولته كانت ستبدأ بعد السودان «الشمال والجنوب»، وتشمل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وبقية دول الخليج وفلسطين والأردن. وفي الخرطوم، أحيطت مباحثات وزير الخارجية المصري بجدار من السرية والتكتم، حيث مُنِعَت الوكالات الاخبارية والفضائيات من تغطية الزيارة وسُمِحَ فقط للصحف المحلية بالدخول إلى مباني الخارجية فيما جرت محاولات مستميتة من قِبَل المراسلين للدخول إلى الوزارة وتغطية المباحثات. وقال فهمي، أمس الإثنين، لدى وصوله مطار الخرطوم، إن الزيارة ستبحث عدداً من القضايا المهمة بين البلدين من منظور إيجابي يحقق مصلحة الطرفين ومن خلال روح جديدة وعلاقات تتفق مع تطلعات الشعبين الشقيقين في المرحلة المقبلة. وأوضح وزير الخارجية المصري أنه سيتناول خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين السودانيين شرح ما يتم في مصر على أرض الواقع فضلا عن مناقشة الوضع في إفريقيا والتعاون في مجال ملف مياه النيل. من جهته، اتهم المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم جهات لم يسمها بالسعي لإقحام السودان فيما يجري في مصر، ونفى أن يكون السودان طرفاً في ذلك. وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني، عمر باسان، إن هناك جهات تسعى إلى جر السودان وإقحامه فيما يجري في مصر لكن السودان في منأى عما يدور هناك ولن يكون جزءا منه. وأكد أن السودان يدعم ما يساعد على استقرار مصر، وشدد على أن الأمن القومي السوداني مرتبط بالأمن القومي المصري وأنه لا يمكن فك الارتباط بينهما، وزاد «نحن ندرك أن ما يجمع الشعبين والحكومتين هو صمام أمان للأمن القومي». وأكد باسان اعتراف الخرطوم بالحكومة المؤقتة في مصر، وقال «هذه حكومة مؤقتة في مصر ومن الطبيعي أن يتم التداول معها»، وتابع «وإن كانت حكومة مؤقتة إلا أننا نسعى إلى أن تعود الأمور إلى نصابها»، نافياً أن يكون لحزبه أية مبادرات للتوسط بين الأطراف في مصر.