قال سالم خلة منسق عام الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثماين شهداء «مقابر الأرقام» ل «الشرق»: إنه لا وجود لأي صفقات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي بشأن الإفراج عن جثامين الشهداء خلال الأيام المقبلة. وأوضح خلة: إن ما تروجه وسائل الإعلام الإسرائيلية من تسريبات بشأن وجود اتفاق سرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين للإفراج عن جثامين شهداء «مقبرة الأرقام» كواحد من شروط الفلسطينيين لعودة للمفاوضات أمر عارٍ عن الصحة ولا أساس له». وذكر أن هذا الملف مفتوح ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بخصوصه. وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية نبأ يفيد بأن المحكمة العليا الإسرائيلية بصدد اتخاذ قرار يقضي بإعادة رفات 15 شهيداً فلسطينياً تحتجزهم إسرائيل فيما يعرف «بمقابر الأرقام»، ضمن اتفاق سرى جرى مع الفلسطينيين، كجزء من عودتهم إلى المفاوضات، الأمر الذي نفاه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكشف خلة النقاب عن تلقيهم عرضاً إسرائيلياً في يونيو من العام الماضي يقضي بالإفراج عن كافة الشهداء لكنهم رفضوا الشروط التي قدم فيها العرض، وأهمها أن لا تقدم تعريف لهؤلاء الشهداء. قائلاً: يريدون تسليمنا رفات لشهداء بدون أسماء ولا أعمار، والرئيس الفلسطيني «أبو مازن» تبنى رفضنا وأكد رفض العرض». وأوضح أنهم رفضوا العرض نتيجة تجربتهم في منتصف العام الماضي عندما سلمت إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية جثامين 91 شهيداً منهم، 79 من الضفة و12 من قطاع غزة، وكان بينهم 18 جثماناً مجهول الهوية عرف منهم 9 جثامين بعد معاناة شديدة فيما دفن الآخرون في مقبرة رام الله وهم مجهولو الهوية. وفسر خلة عرض إسرائيل وكأنه نقل لمكان «مقابر الأرقام» من الجانب الإسرائيلي إلى الفلسطيني، هو ما ترفضه القيادة الفلسطينية بالمطلق. وشدد على أنهم يشترطون ضمان الإفراج عن رفات الشهداء بطريقة تليق بهم، وإرفاق أسمائهم معهم. حسب توثيق الحملة، فإن إسرائيل مازالت تحتفظ بجثامين 285 شهيدا فلسطينيا وعربيا. ولفت إلى أنهم بالتوازن مع رفضهم لشروط الاحتلال قدموا التماساً للمحكمة الإسرائيلية عن طريق مركز القدس للمساعدة القانونية لتشكيل بنك لفحص ال DNA (الحمض النووي) لعائلة الشهداء المحتجزين للتمكن من التعرف على الجثامين التي تفرج عنها إسرائيل بدون أسماء. وأشار إلى أن المحكمة عقدت جلستين بشأن الالتماس ومن المقرر البت في القضية في الشهر المقبل. مبيناً أنه في حال وافقت المحكمة على هذا الطلب يمكن تسلم جثامين بدون أسماء؛ لأنه في وقتها يكون لديهم قاعدة معلومات لأهالي الشهداء يتعرفون من خلالها على صاحب الرفات.