تراجعت الحكومة الإسرائيلية أمس عن اتفاق مع الجانب الفلسطيني للإفراج عن رفات 84 فلسطينياً محتجزاً في مقابر الأرقام، وبررت هذا التراجع ببقاء الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في الأسر في قطاع غزة. وقال حسين الشيخ رئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة الذي تفاوض مع الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن إن الحكومة الإسرائيلية تراجعت عن الاتفاق في ما يبدو بسبب المعارضة الداخلية. وأضاف: «يعلمون أننا لا نحتجز شاليت، وأنه ليس بين أيدينا كي يطالبوننا بإطلاق سراحه». ولفت الى أن «هذه قضية إنسانية بامتياز، تتعلق بعائلات شهداء تنتظر منذ سنين وعقود كي تدفن أبناءها بطريقة دينية وإنسانية لائقة». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أصدر ليل الاثنين -الثلثاء قراراً يقضي بتجميد الإجراءات الخاصة بتسليم جثامين الشهداء. وقال المتحدث باراك سيري إن «وزير الدفاع اتخذ هذا القرار بعد التشاور مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو (...) نريد قبل متابعة هذه المحادثات القيام بعملية تثبت من الجثامين المعنية». وأوضح الوزير المسؤول عن الاستخبارات دان مريدور أن إسرائيل تنوي الاحتفاظ بالجثامين لإعادتها في إطار عملية تبادل محتملة لأسرى فلسطينيين مع شاليت الذي أسرته مجموعات مسلحة منذ خمس سنوات في قطاع غزة. وقال ميردور: «يجب أن نحافظ على كافة الأوراق الممكنة لاستعادة شاليت بما في ذلك بقايا أشخاص مهمين للطرف الآخر». وكان رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ أكد الاثنين أن إسرائيل ستفرج عن 84 جثماناً لفلسطينيين استشهدوا في حرب 1967. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن «نتانياهو وافق قبل بضعة أشهر على تسليم 84 جثة من مقبرة المقاتلين الأعداء في غور الأردن الى السلطة الفلسطينية». وأوضح منسق «الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء» سالم خلة أن «الاحتلال يحتجز أكثر من 334 شهيداً فلسطينياً في مقابر سرية عبارة عن مدافن بسيطة، محاطة بالحجارة من دون شواهد، ومثبتة فوق القبر لوحة معدنية تحمل رقماً معيناً، ولهذا سميت بمقابر الأرقام لأنها تتخذ الأرقام بديلا لأسماء الشهداء».