يبدو أن رفات «شهداء الارقام» المعتقلة في مقابر معزولة في إسرائيل، شبيهة بالسجون، سترى الحرية أخيراً بعد أن توصل مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون ليل الأحد - الاثنين الى إتفاق بنقل هذه الرفات الى الجانب الفلسطيني ليصار الى دفن كل شهيد لدى عائلته. وقال رئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ الذي تفاوض مع الجانب الاسرائيلي حول هذا الموضوع، إن تل أبيب وافقت على تسليم رفات 84 شهيداً، الذين تحتجز غالبيتهم منذ عام 1967، في المرحلة الأولى، على أن يجري تسليم رفات الشهداء الباقين، وعددهم 102 في مرحلة تالية. ولم تؤكد السلطات الاسرائيلية النبأ الأمر الذي أثار شكوكاً لدى عائلات الشهداء حول جدية القرار الإسرائيلي. ودأبت إسرائيل على احتجاز شهداء سقطوا في عمليات مسلحة عبر الحدود في مقابر أطلق عليها الفلسطينيون إسم «مقابر الارقام» نظراً الى أن كل قبر في تلك المقابر يحمل رقماً وليس إسماً. وعملت في سنوات الانتفاضة على نقل شهداء سقطوا في عمليات مسلحة أو في هجمات أو في إغتيالات ودفنها في تلك المقابر. وأظهرت قائمة أسماء الشهداء أل 84 الذين وافقت إسرائيل على نقل رفاتهم الى الفلسطينيين أن غالبيتهم العظمى سقطوا في سنوات الانتفاضة الثانية، ومنهم شهداء نفذوا هجمات بين الانتفاضتين، وبعضهم سقط في عمليات إستشهادية. وقال حسين الشيخ للصحافيين في رام الله أمس إن الجانب الفلسطيني سيجري عمليات فحص للحمض النووي «DNA» للتعرف الى هوية الشهداء قبل تسليمهم الى ذويهم. وقال إن دفن الشهداء سيجري في مراسم وطنية يشارك فيها الرئيس محمود عباس، موضحاً إن بين الشهداء عدداً من الشهداء العرب، وسيتم نقل جثامينهم إلى دولهم في شكل رسمي. ولفت الى إن عملية التفاوض حول جثامين الشهداء استغرقت عاماً، وأنها كانت «طويلة وصعبة». وأعلنت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء أن العدد الحقيقي لشهداء الارقام المدفونين في إسرائيل يبلغ 317. وقال سالم خلة منسق الحملة إن هؤلاء الشهداء محتجزون في أربع مقابر هي: مقبرة «جسر بنات يعقوب» التي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الإسرائيلية – السورية – اللبنانية، ومقبرة تقع في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر الملك حسين في غور الأردن، ومقبرة ثالثة تسميها اسرائيل «ريفيديم»، وتقع في غور الأردن، ومقبرة رابعة تقع في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا.